معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (217)

وقوله : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ . . . }

وهي في قراءة عبد الله " عن قتال فيه " فخفضته على نيّة ( عن ) مضمرة . { قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } ففي الصدّ وجهان : إن شئت جعلته مردودا على الكبير ، تريد : قل القتال فيه كبير وصدّ عن سبيل الله وكفر به . وإن شئت جعلت الصدّ كبيرا ؛ تريد : قل القتال فيه كبير ؛ وكبير الصدّ عن سبيل الله والكفر به .

{ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } مخفوض بقوله : يسألونك عن القتال وعن المسجد . فقال الله تبارك وتعالى : { وإِخراج أَهلِه } أهِل المسجد { مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ } من القتال في الشهر الحرام . ثم فسَّر فقال تبارك وتعالى : { وَالْفِتْنَةُ } - يريد الشرك - أَشدُّ من القتال فيه .