{ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } .
سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال الذي يحدث في أيام من شهر حرام -وهي أربعة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب- هل يحل لأحد أن يقاتل فيها فأجاب الوحي عن سؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المولى جل علاه أن استحلال الأشهر الحرم بالقتال فيها خطيئة لكن صد الناس عن الإسلام والكفر بالملك العلام واستحلال حرمة البيت الحرام وإخراج النبي ومن آمن به وإقصائهم عن بيت ربهم وكعبته أعظم جرما وأكبر خطئا من الذي سألوا عنه والسائلون هم قريش والمشركون -على ما روي عن أبي اليسار عن جندب بن عبد الله- أو هم المسلمون على ما روى ابن عباس وأكثر الروايات على ذلك وهو اختيار أكثر المفسرين ، أما البيهقي فقد صحح رواية جندب{[672]} رضي الله تعالى عنه ؛ قال الزجاج المعنى يسألونك عن القتال في الشهر الحرام { قتال فيه } ربما يكون الخفض هنا على نية تكرار العامل وهو{ عن } أي عن الشهر الحرام عن قتال فيه أو هو بدل اشتمال من الشهر ، ولما كان النكرة موصوفة أو عاملة صح في إبدالها عن المعرفة ؛ { قل قتال فيه كبير } مبتدأ وخبر { وصد عن سبيل الله } مبتدأ { وكفر به } معطوف على صد { والمسجد الحرام } عطف على { سبيل الله { وإخراج أهله منه } عطف على صد وخبر الابتداء { أكبر عند الله } أي أعظم إثما من القتال في الشهر الحرام { والفتنة أكبر من القتل } أي فتنتهم المسلمين عن دينهم أي أن ذلك أشد جرما من قتلكم في الشهر الحرام .
{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا } تحذير من الله تعالى للمؤمنين من خبث وضغن الكافرين ، عن عروة بن الزبير : هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين يعني على أن يفتنوا المسلمين عن دينهم حتى يردوهم إلى الكفر كما كانوا يفعلون بمن قدروا عليه منهم قبل الهجرة ، و{ حتى } هنا بمعنى كي أو بمعنى إلى { ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } وعيد لمن يتبدل الكفر بالإيمان إلا من أكره ثم رجع مسلما فإن القرآن المجيد إذ توعد الذين كفروا بعد إيمانهم بأن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين ، قال مستثنيا { إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم }{[673]} وحبوط الأعمال -أعاذنا الله منه- هو بطلانها وأن يذهب ويضيع ثوابها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.