قوله تعالى { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون }
أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك }قال : قست قلوبهم من بعد ما أراهم الله الآية ، فهي كالحجارة او أشد قسوة ، ثم عذر الحجارة ، فقال{ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله } .
( التفسير ص40 ) ، وإسناده صحيح .
وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية في قوله{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك }يعني به : بني إسرائيل .
وقال الشيخ الشنقيطي عند هذه الآية : لم يبين هنا سبب قسوة قلوبهم ، ولكنه أشار إلى ذلك في مواضع أخر كقوله{ فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية }وقوله{ فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم }الآية .
أخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قول الله جل ثناؤه{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله } قال : كل حجر يتفجر منه الماء ، أو يتشقق عن ماء ، أو يتردى من رأس جبل ، فهو من خشية الله عز وجل . نزل بذلك القرآن .
وأخرج ابن أبي حاتم بسنده عن محمد بن إسحاق بسنده الحسن عن ابن عباس{ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله } أي وإن من الحجارة لألين من قلوبكم عما تدعون إليه من الحق{ وما الله بغافل عما تعملون } .
وإسناد الخشوع إلى الحجارة من باب الحقيقة لا من باب المجاز-كما قيل –وقد وردت أحاديث صحيحة تدل على ذلك فعن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هذا جبل يحبنا ونحبه " .
( أخرجه الشيخان( صحيح مسلم رقم1365-الحج ، ب فضل المدينة ) .
وقال أيضا : " إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل ان أبعث إني أعرفه الآن " .
أخرجه مسلم( الصحيح رقم2277-الفضائل ، ب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.