تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (74)

فقالوا : نحن لم نقتله ، ولكن كذب علينا ، فلما كذبوا المقتول ، ضرب الله لهم مثلا ، وذلك قوله سبحانه : { ثم قست قلوبكم } في الشدة ، فلم تطمئن ، يعني تلين ، حتى كذبتم المقتول ، ثم قال : { من بعد ذلك } ، يعني من بعد حياة المقتول ، { فهي كالحجارة } فشبه قلوبهم حين لم تلن بالحجارة في الشدة ، ثم عذر الحجارة وعاب قلوبهم ، فقال : فهي كالحجارة في القسوة ، { أو أشد قسوة } ، ثم قال : { وإن من الحجارة } ما هي ألين من قلوبهم ، فمنها { لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما } ، يعني ما { يشقق } ، يعني يتصدع ، { فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط } يقول : من بعض الحجارة الذي يهبط من أعلاه ، فهؤلاء جميعا { من خشية الله } يفعلون ذلك ، وبنو إسرائيل لا يخشون الله ، ولا ترق قلوبهم كفعل الحجارة ، ولا يقبلون إلى طاعة ربهم ، ثم وعدهم ، فقال عز وجل : { وما الله بغافل عما تعملون } من المعاصي .