{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها ما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون } .
يقول توبيخا لبني إسرائيل وتقريعا لهم على ما شهدوه من آيات الله تعالى وإحيائه الموتى . . . ولهذا نهى الله المؤمنين عن مثل حالهم فقال : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ){[310]} فصارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمد قاسية بعيدة عن الموعظة بعدما شاهدوه من الآيات والمعجزات فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها أو أشد قسوة من الحجارة . . . والمعنى إن من الحجارة لألين من قلوبكم عما تدعون إليه من الحق ؛ . . .
اختلف علماء العربية في معنى قوله تعالى : { فهي كالحجارة أو أشد قسوة } بعد الإجماع عن استحالة كونها للشك فقال بعضهم { أو } ههنا بمعنى الواو تقديره فهي كالحجارة وأشد قسوة كقوله تعالى { . . . ولا تطع منهم آثما أو كفورا }{[311]} وقوله : { عذرا أو نذرا }{[312]} ، . . . وقال آخرون { أو } ههنا بمعنى بل فتقديره فهي كالحجارة بل أشد قسوة- . {[313]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.