معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (74)

وقوله : { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهارُ . . . }

تذكير { منه } على وجهين ؛ إن شئت ذهبت به - يعني " منه " - إلى أن البعض حَجرٌ ، وذلك مذكر ، وإن شئت جعلت البعض جمعا في المعنى فذكَّرته بتذكير بعض ، كما تقول للنسوة : ضربني بعضُكنّ ، وإن شئت أنثته هاهنا بتأنيث المعنى كما قرأت القرّاء : " وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ " " وَمَنْ تَقْنُتْ " بالياء والتاء ، على المعنى ، وهي في قراءة أُبىّ : " وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْها الأَنْهارُ " .