التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (103)

قوله تعالى{ . . . واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }

قال مسلم : حدثني زهير بن حرب . حدثنا جرير عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا . فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا . وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا . ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال . وإضاعة المال " .

( صحيح مسلم3/1340ح1710-ك الأقضية ، ب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة ) .

قال الترمذي : حدثنا علي بن المنذر كوفي . حدثنا محمد بن فضيل قال : حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي . أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " .

( السنن5/663ح3788 ) ، أخرجه احمد( المسند3/59 ، 26 ، 17 ، 14 )من طرق عن عطية به . قال الترمذي : حسن غريب . وقال الألباني صحيح( صحيح سنن الترمذي ح2980 ) . والحديث له شاهد من رواية زيد بن ثابت اخرجه احمد( 5/182 ) ، وذكر الحديث الهيثمي ونسبه على احمد ثم قال : إسناده جيد( مجمع الزوائد9/163 ، 162 )وصححه الألباني( صحيح الجامع2/317 ) .

وانظر حديث ابن ماجة عن انس الآتي عند الآية( 105 )من السورة نفسها .

قال الطبري : حدثنا ابو كريب قال ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله : { واعتصموا بحبل الله } ، قال : حبل الله ، القرآن .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح .

أخرج بن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية في قوله : { واعتصموا بحبل الله جميعا }يقول اعتصموا بالإخلاص لله وحده .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم }إن الله عز وجل قد كره لكم الفرقة ، وقدم إليكم فيها ، حذركموها ، ونهاكم عنها ، ورضي لكم السمع والطاعة واللفة و الجماعة ، فارضوا لأنفسكم ما رضي الله لكم إن استطعتم ، ولا قوة إلا بالله .

قوله تعالى{ واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى{ واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا }لم يبين هنا ما بلغته معاداتهم من الشدة ، لكنه بين في موضع آخر ان معاداتهم بلغت من الشدة امرا عظيما حتى لو أنفق ما في الأرض كله لأزالتها وللتأليف بين قلوبهم لم يفد ذلك شيئا ، وذلك في قوله : { وغن يريدوا ان يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم } .

وانظر حديث البخاري عن عبد الله بن زيد بن عاصم الآتي عند الآية( 63 )من سورة الأنفال .

قال مسلم : حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا جرير( يعني ابن حازم ) : حدثنا غيلان بن جرير ، عن أبي قيس بن رياح ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال : " من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ، مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية ، يغضب لعصبة ، أو يدعو إلى عصبة ، أو ينصر عصبة ، فقتل فقتلة جاهلية . ومن خرج على أمتي ، يضرب برها وفاجرها ، ولا يتحاش من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فليس مني ولست منه " .

( الصحيح3/1476-1477ح1848-ك الإمارة ، ب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن . . . ) .

قال مسلم : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، حدثنا أبي ، حدثنا عاصم( وهو ابن محمد بن زيد )عن زيد بن محمد ، عن نافع قال : جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع بن مطيع حين كان من امر الحرة ما كان ، زمن يزيد بن معاوية . فقال : اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة . فقال : إني لم آتك لأجلس ، أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة ، لقي الله يوم القيامة ، لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة الجاهلية " .

( الصحيح3/1478ح1851-ك الإمارة ، ب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند طهور الفتن ) .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله }نعمت الله }عافية الله .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : قوله : { واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم } ، كنتم تذابحون يأكل شديدكم ضعيفكم ، حتى جاء بالإسلام فآخى به بينكم ، وألف به بينكم . أما والله الذي لا إله غلا هو إن الألفة لرحمة ، وغن الفرقة لعذاب .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : { وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها }بمحمد صلى الله عليه وسلم . يقول كنتم على طرف النار ، من مات منكم أوبق في النار ، فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان{ وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها }أنقذكم الله من الشرك إلى الإيمان .