جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (11)

{ ولو{[2137]} يعجل الله للناس الشر استعجالهم } تعجيل الله تعالى لهم{[2138]} ، { بالخير } حاصله لو يستجيب دعاءهم بالشر عند الغضب لأهلهم وأولادهم وأموالهم كما يستجيب دعائهم بالخير ، { لقضي إليهم أجلهم } ، لأميتوا وأهلكوا لكن بفضله يستجيب دعائهم في الخير سريعا لا في الشر قال بعضهم : نزلت حين قالوا : " اللهم إن كان هذا هو الحق " الآية ( الأنفال : 32 ) ، { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون البعث ، { في طغيانهم يعمهون } تقديره لا نعجلهم و لا نقضي فنذرهم إمهالا واستدراجا .


[2137]:ولما ذكر أنه تعالى بنى الأمور على التدبير لا على التعجيل فإن الثاني من الله والعجلة من الشيطان وهو على كل حال متفضل على المؤمنين في دنياهم ودينهم بين أن عدم استجابة دعاؤهم في بعض الأحيان من جملة التفضيل والتدبير فقل: "لو يعجل الله" الآية/وجيز.
[2138]:إشارة إلى أن الاستعجال بمعنى التعجيل صفة مصدر محذوف، أي تعجيلا مثل تعجيلهم بالخير كضربت ضرب الأمير/منه.