تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (11)

{ ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير } ، وذلك حين قال النضر بن الحارث : { فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } [ الأنفال :32 ] فيصيبنا ، فأنزل الله عز وجل : { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير } ، إذا أرادوه فأصابوه ، يقول الله : ولو استجيب لهم في الشر ، كما يحبون أن يستجاب لهم في الخير ، { لقضي إليهم أجلهم } في الدنيا بالهلاك إذا ، { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا } ، فنذرهم لا يخرجون أبدا ، فذلك قوله : { في طغيانهم يعمهون } [ آية :11 ] ، يعنى في ضلالتهم يترددون لا يخرجون منها إلا أن يخرجهم الله عز وجل .

وأيضا ولو يعجل الله للناس ، يقول : ابن آدم يدعو لنفسه بالخير ، ويحب أن يعجل الله ذلك ، ويدعو على نفسه بالشر ، يقول : اللهم إن كنت صادقا فافعل كذا وكذا ، فلو يجعل الله ذلك لقضي إليهم أجلهم ، يعنى العذاب { فنذر } يعنى فنترك ، { الذين لا يرجون لقاءنا } يعنى لا يخشون لقاءنا ، { في طغيانهم يعمهون } يعنى في ضلالتهم يترددون لا يخرجون منها .