الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (11)

وقوله سبحانه : { وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم بالخير لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } [ يونس : 11 ] .

هذه الآيةُ نزلَت ، في دعاء الرَّجُل على نَفْسه أو ولده ، أو ماله ، فأخبر سبحانه أنَّه لو فعل مع النَّاس في إِجابته إِلى المَكْروه مثْلَ ما يريدُ فعله معهم في إِجابته إِلى الخَيْر ، لأهلكهم ، وحُذِفَ بعد ذلك جملة يتضمَّنها الظاهرُ ، تقديرها : فلا يفعلْ ذلك ، ولكنْ يَذَرُ { الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } ، وقيل : إِن هذه الآية نزلَتْ في قوله : { إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السماء } [ الأنفال : 32 ] ، وقيل : نَزَلَتْ في قولهم : { ائتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } [ الأعراف : 77 ] ، وما جرى مجراه ، والعَمَهُ : الخبط في ضلال .