جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةٗۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ} (138)

{ صِبْغَةَ اللّهِ } ، من تتمة المقول أي : قولوا التزمنا {[226]} دين الله ، أو صبغنا الله صبغته وهي فطرة الله فإنها حلية الإنسان كما أن الصبغ حلية المصبوغ ، نقل أن النصارى يغمسون أولادهم في ماء أصفر ويقولون : هو تطهير لهم وبه يحق نصرانيتهم فيكون للمشاكلة ، ونقل أن بني إسرائيل قالوا لموسى : هل يصبغ ربك ؟ فناداه {[227]} ربه أن قل نعم أنا أصبغ الألوان وأنزل الله على نبيه : " صبغة الله " { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً } {[228]} : لا صبغة أحسن من صبغته ، { وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }


[226]:قدرنا التزمنا ليكون داخلا في مقول قولوا آمنا لأنه لو قدرنا الزموا كما قدره كثير من المفسرين يلزم فك النظم لأن قوله: "ونحن له عابدون" عطف على "آمنا"، فيلزم الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بأجنبي وهو قوله: "صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة" فإنه ليس من مقول قولوا حينئذ وقيل: نقدر الزموا، وقوله: "ونحن له عابدون" مقدر بالقول، أي: وقولوا: نحن له عابدون فلا يلزم فك النظم وأنت تعلم أن ما ذكرناه أقل حذفا وأمتن فتدبر/12 منه
[227]:عن سيبويه أن صبغة الله مصدر مؤكد لقوله: "أمنا بالله" فإن الإيمان يطهر النفوس كأنه قال: طهرنا الله تطهيره/12
[228]:(*) ذكره الحافظ ابن كثير في "التفسير"، (1/89) وعزاه إلى ابن مردويه ابن أبي حاتم من طريق أشعب بن إسحاق عن ابن جبير عن ابن عباس مرفوعا. وقال: "كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعا، وفي رواية ابن أبي حاتم موقوف وهو أشبه إن صح إسناده"