جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (142)

{ سَيَقُولُ {[231]} السُّفَهَاء {[232]} مِنَ النَّاسِ } : اليهود ومشركوا مكة ، { مَا وَلاَّهُمْ } : ما صرفهم ، { عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } ، وهي الصخرة ، { قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ } : ملكاً لا يختص به مكان دون مكان ، { يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } : تقتضيه الحكمة فتارة إلى الصخرة ثم إلى الكعبة .


[231]:ظاهر في الاستقبال وهو خبر من الله قبل استقبالهم الكعبة، فهو من المعجزات، وذهب قوم إلى أنه نزل أولا "قد نرى تقلب وجهك في السماء"، ثم نزل سيقول السفهاء نص على ذلك ابن عباس وغيره وحديث البخاري، وهو أنه صلى الله عليه وسلم صلى في المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهراً وكان يجب التوجه نحو الكعبة، فنزل "قد نرى تقلب وجهك في السماء" الآية، فقال السفهاء من الناس وهم اليهود: "ما ولاهم عن قبلتهم" الآية فقال الله تعالى: "قل لله المشرق والمغرب" فعلى هذا السين دل على أنهم كما صدر عنهم في الماضي يصدر عنهم في الآتي، فهو في ضلالتهم في الأول والثاني/12 وجيز [أخرجه البخاري في "التفسير"، باب: "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم..." (4486)، وفي غير موضع من صحيحه، ومسلم في "المساجد ومواضع الصلاة" (2/160)
[232]:الذين خف أحلامهم واستمهنوها بالتقليد والإعراض عن النظر/12 بيضاوي.