تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (195)

الآية 195 وقوله تعالى : ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) قيل فيه بوجوه : قيل : بالإنفاق ترغيبا بالخروج إلى الجهاد ، وإلا كل منفق على نفسه بما يعلم /30-ب/ حاجته إليه ، ولا يلقي نفسه في الهلاك من حيث منع الإنفاق ، وقيل في قوله تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) هو أن يذنب ذنبا ، ثم ييأس من العفو عنه ، وقيل : أنفقوا أي لا تضنوا{[2246]} بالإنفاق مخافة الفوت في الوقت الثاني فإنه يخلف لكم ما أنفقتم ،

وقيل : أنفقوا أي أعينوا أصحابكم ، ولا تلقوهم إلى التهلكة بترك المعونة لهم بالإنفاق والتجهيز لهم ، وقيل : أنفقوا أي تصدقوا فإن فيه حياة أبدانكم وأنفسكم .

وقوله : ( وأحسنوا ) ؛ قيل : أحسنوا إلى أصحابكم بالإعانة والتصدق ، وقيل : أحسنوا الظن بالله في الإنفاق ، وقيل : أحسنوا الظن بربكم في الخروج إلى الغزو ، ويحتمل : ( وأحسنوا ) أي أسلموا .

وعلى ذلك يخرج قوله : ( إن الله يحب المحسنين ) يعني المؤمنين .


[2246]:- من ط ع، في الأصل و م: تظنوا.