جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (22)

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً } : بساطاً غير حزنة غليظة ، { وَالسَّمَاء بِنَاءً } : قبة مضروبة عليكم ، { وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ } السحاب { مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ } بيان تقدم { رِزْقاً } : مرزوقاً أو من للتبعيض ورزقا مفعول له { لَّكُمْ } : صفة رزقاً على الأول ومفعول المصدر على الثاني ، { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً {[43]} } : أمثالاً تعبدونهم كعبادة الله تعالى { وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } والحال أنكم من أهل العلم ، أو تعلمون أن الأنداد لا تماثله بوجه .


[43]:قوله أنداداً والند المثل المنادد وناددت الرجل أي: خالفته خص بالمخالف المماثل في الذات والصفات كما خص المساوي للمماثل في القدر وتسميته ما يعبده المشركون من دون الله أنداداً وما زعموا أنها تساويه في ذاته وصفاته ولأنها تخالفه في أفعاله لأنهم لما تركوا عبادته إلى عبادتها وسموها آلهة شابهت حالهم حال من يعتقد أنها ذوات واجبة بالذات قادرة على أن تدفع عنهم بأس الله وتمنحهم ما لم يرد الله بهم من خير فتهكم بهم وشنع عليهم بأن جعلوا لله أنداداً لمن يمتنع أن يكون له ند ولهذا قال موحد الجاهلية زيد بن عمرو بن نفيل أربًّا واحـداً أم ألــف رب أدين إذ تقسمـت الأمـور تركت اللات والعزى جميعاً كذلك يفعل الرجل البصير 12 بيضاوي