جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (76)

{ وَإِذَا لَقُواْ } ، أي {[111]} : منافقوا اليهود ، { الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا } : بأنكم على الحق ورسولكم مبشر في التوراة ، { وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ } ، عاتب من لم ينافق على من نافق بقوله { أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ } : في التوراة من صفة النبي عليه الصلاة والسلام ،

{ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ {[112]} عِندَ رَبِّكُمْ } : لتكون الحجة للمؤمنين عليكم في الدنيا والآخرة فيقولوا : كفرتم بما علمتم صدقه ، { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ، أي : أليس لكم عقل وهو من كلام رؤسائهم أو كلام الله تعالى ، أي : لا تعقلون حالهم وأن لا مطمع في إيمانهم ، قال مجاهد : قال النبي عليه السلام ليهود قريظة : يا إخوة القردة والخنازير ، فقالوا من أخبر بهذا محمداً ما خرج هذا إلا منا أفتحدثونهم بما أنزل الله عليكم من العذاب ليروا الكرامة لأنفسهم عليكم عند الله {[113]} والأول قول أكثر السلف {[114]} ويمكن أن يكون هذا القول تخويف رؤسائهم جهلتهم ليردعوا عن إظهار ما في التوراة مع المؤمنين لا أنه من صميم القلب أو اعتقادهم أنهم مؤاخذون بما تكلموا به لا بما اعتقدوا وأسروا في أنفسهم ولهذا قال الله تعالى .


[111]:قيل جاز أن يكون وذا لقوا جملة حالية معطوفة على "وقد كان فريق منهم"، أي: كيف تطمعون في إيمانهم وقد وقع من أسلافهم كيت وكيت وهم في أنفسهم منافقون /12 منه
[112]:قيل معناه ليحتجوا عليكم بما أنزل الله في كتابه جعلوا محاجتهم بكتاب الله محاجة عنده، كما يقال عند الله كذا ويراد أنه في كتابه وأمره/12 منه
[113]:(*) أخرجه عبد ربه حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد مرسلا، كما في الدر المنثور للسيوطي، 1/157
[114]:خلائق لا يحصى كابن عباس وربيع بن أنس وقتادة وأبي العالية وغيره/12 منه