الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (96)

وقوله تعالى : { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ الناس على حياة }[ البقرة :96 ] . وحرصهم على الحياة لمعرفتهم بذنوبهم ، وأن لا خير لهم عند اللَّه تعالى .

وقوله تعالى : { وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ }[ البقرة :96 ]

قيل : المعنى واحرصُ من الذين أشركوا ، لأن مشركِي العَرَبِ لا يعرفون إلا هذه الحياة الدنيا ، والضمير في { أَحَدُهُمْ } يعودُ في هذا القول على اليهودِ ، وقيل : إِن الكلام تَمَّ في { حياةٍ } ، ثم استؤنف الإِخبار عن طائفة من المشركين أنهم { يودُّ أحدهم لو يُعمَّر ألف سنَةٍ }[ البقرة :96 ] ، والزحزحة الإبعاد والتنحية ، وفي قوله تعالى : { والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }[ البقرة :96 ] وعيدٌ .