بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (96)

ثم قال عز وجل : { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ الناس على حياة } ، يعني أن اليهود أحرص الناس على البقاء . { وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ } ، يعني أحرص من الذين أشركوا . قال الكلبي : { الذين أشركوا } يعني المجوس . وقال مقاتل : { أحرص الناس على حياة } وأحرص { من الذين أشركوا } يعني مشركي العرب . فإن قيل : كيف يصح تفسير الكلبي والمجوس لا يسمون مشركين ؟ قيل له : المجوس مشركون في الحقيقة ، لأنهم قالوا بإلهين اثنين : النور والظلمة .

قوله تعالى : { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ } ، يعني المجوس يقولون لملوكهم في تحيتهم : عش عشرة آلاف سنة وكل ألف نيروز . وقال مقاتل : يود أحدهم يعني اليهود { لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } ، ثم قال : { وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العذاب أَن يُعَمَّرَ } ، يعني طول حياته لا يبعده ولا يمنعه من العذاب وإن عاش ألف كما تمنى . { والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } أي عالم بمجازاتهم بأعمالهم .