جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّـۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُواْ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (20)

{ فإن حاجّوك } : جادلوك في الدين ، والتوحيد . { فقل أسلمت وجهي لله{[640]} } : أخلصت نفسي وعبادتي له . { ومن اتّبعن{[641]} } : عطف على الضمير المتصل{[642]} يعني : ديني دين التوحيد الذي ثبت عندكم أيضا وما جئت بشيء بديع حتى تجادلوني . { وقل للذين أوتوا الكتاب والأميّين } : الذين لا كتاب لهم من العرب { أأسلمتم } لما وضحت الحجة لكم أم أنتم بعد على الكفر ؟ وفي هذا النوع من السؤال تعيير{[643]} لهم ، وقيل : استفهام بمعنى الأمر { فإن أسلموا فقد اهتدَوا وإن تولّوا } : أعرضوا . { فإنما عليك البلاغ } : وقد بلغت وليس عليك هداهم . { والله بصير بالعباد } : وعد ووعيد .


[640]:أي: انقدت لله بلساني، وعقدي والوجه زيادة كما قال: (كل شيء هالك إلا وجهه) (القصص: 88)، يريد إلا هو، وقوله تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله) (الإنسان: 9)، أي: لله، قال زيد بن عمرو بن نفيل في الجاهلية: أسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا و أسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا دحاها فلما استوت شدها سواء وأرسى عليها الجبالا
[641]:ولا يبعد أن يكون المراد كفاني إسلام أصحابي، فإن أسلمتم فلكم، وإن كفرتم فعليكم، وما عليّ إلا البلاغ، ولهذا قال: (وقل للذين أوتوا الكتاب) الآية/12 وجيز.
[642]:وجاز للفصل/12.
[643]:بمعاندتهم وعدم إنصافهم كما إذا أوضحت مسألة على أحد، ثم تقول له: هل فهمت؟! توبيخا له على البلادة/12.