جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة النساء

وهي مائة وست وسبعون آية وأربعة وعشرون ركوعا

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } :{[925]} هي آدم . { وخلق منها زوجها } : حواء من ضلع من أضلاعها . { وبثّ } : نشر . { منهما رجالا كثيرا ونساءً } أي : كثيرا . { واتقوا الله التي تساءلون به } أي : تتساءلون فيما بينكم حوائجكم به ، كما تقولون : أسألك بالله ، أدغمت التاء الثانية في السين ، وقرئ بطرحها { والأرحام{[926]} } أي : اتقوا الأرحام أن تقطعوها{[927]} { إن الله كان عليكم رقيبا{[928]} } حافظا مطلعا فاتقوه .


[925]:فلا فخر لأحد على أحد، والقادر على خلق أشخاص مختلفين من شخص واحد قادر على إحيائهم بعد الموت/12 وجيز.
[926]:وفيه عظيم مبالغة في اجتناب قطع الرحم/12.
[927]:هكذا فسره ابن عباس ومجاهد والضحاك وجمع لا يحصى من السلف، وقيل: عطف على محل به فإن العرب كثيرا ما يقولون: أسألك بالله وبالرحم، وقراءة من قرؤوا الأرحام بالجر مشعر بذلك/12 منه، وفي الوجيز لكن الوجه الأول أولى؛ لأنه ليس في السؤال بالأرحام ترغيب في تقوى الله، ولا فائدة في ذكر الأرحام أكثر من الإخبار بأن الأرحام يتساءل بها/12.
[928]:لما أمرهم بالتقوى عن مخالفة أمر الله تعالى الذي هو رقيب على جميع أحوالهم نبأهم عن أقبح شيء منهم فقال: (وآتوا اليتامى) الآية/12 وجيز.