جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (6)

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ{[3984]} الْحَدِيثِ } ، من{[3985]} يحب الغناء ويختاره ، والمزامير على حديث الحق أو يشتري المغنيات ويرغب الناس في سماعها أي : ذات لهم الحديث أو نزلت في من{[3986]} اشترى كتب أخبار سلاطين العجم ، ويحدث بها قريشا فيختارون استماعه على استماع القرآن ، { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } : عن دينه ، { بِغَيْرِ عِلْمٍ } حال من فاعل يضل قال قتادة رضي الله عنه ، بحسب المرء من الجهل أن يختار حديث الباطل على الحق أو يشريه بغير علم بالتجارة{[3987]} وبغير بصيرة ، { وَيَتَّخِذَهَا } أي : سبيل الله ، { هُزُوًا } : سخرية ، { أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } : لإهانتهم{[3988]} الحق ،


[3984]:لهو الحديث قال القرطبي: إن أولى ما قيل في هذا الباب هو تفسير لهو الحديث بالغناء قال: وهو قول الصحابة والتابعين، وعن ابن عباس - رضي الله عنه- قال: هو الغناء وأشباهه، أخرجه البخاري في الأدب المفرد وعن ابن مسعود - رضي الله عنه- قال: هو والله الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات [أخرجه الحاكم (2/411) وصححه] قال الطبري: قد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد، وعبد الله العنبري قال الشوكاني في نيل الأوطار بعد نقل الاختلاف فيه من الأدلة: لا يخفى على الناظر أن محل النزاع إذا خرج عن دائرة الحرام يخرج عن دائرة الاشتباه والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرح به الحديث الصحيح، (ومن تركها فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه) [جزء من حديث أخرجاه في الصحيحين] ولاسيما إذا كان مشتملا على ذكر القدود والخدود والجمال والدلال والهجر والوصال ومعاقرة العقار وخلع العذار والوقار فإن سامع ما كان كذلك لا يخلو عن بلية وإن كان من التصلب في ذات الله على حد يقصر عنه الوصف وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من قتيل دمه مطول وأسير الهموم غرامه وهيامه مكبول نسأل الله السداد والثبات /12 فتح.
[3985]:رواه الحاكم وصححه عن ابن مسعود /12 كمالين.
[3986]:وهو النضر بن الحارث /12 جلالين.
[3987]:بالتجارة وبغير بصيرة بالبيع والشراء حيث استبدل الضلال بالهدى /12 وجيز.
[3988]:بالسخرية /12.