معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (6)

وقوله : { وَمِنَ الناسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ6 } نزلت في النَضْر بن الحارث الداريّ . وكان يشترى كتب الأعاجم فارسَ والروم وكتب أهل الحِيرة ( ويحدّث ) بها أهل مكة ؛ وإذا سمع القرآن أعرض عنه واستهزأ به . فذلكَ قوله { وَيَتَّخِذَها هُزُواً } وقد اختلف القراء في { وَيَتَّخِذَها } فرفع أكثرهم ، ونصبها يحيى بن وَثَّاب والأعمش وأصحابُه . فمن رفع ردّها على { يَشْتَرِي } ومن نصبها ردّها على قوله { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } : وليتَّخذها .

وقوله { وَيَتَّخِذَها } يذهب إلى آيات القرآن . وإن شئت جعلتها للسبيل ؛ لأن السَّبيل قد تُؤنَّث قال { قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدعُو إِلَي اللهِ } وفي قراءة أُبَيّ ( وإنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُشْدِ لاَ يَتّخذُوها سَبِيلاً وَإنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيّ يَتّخِذُوها سَبِيلاً } .

حدَّثنا أبو العبَّاس قال حدَّثنا محمد قال حدَّثنا الفراء قال حَدَّثني حِبَّان عن ليث عن مجاهد في قوله { وَمِنَ الناسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ } قال : هو الغِناء قال الفراء : والأوّل تفسيره عن ابن عباس .