جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} (21)

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ{[4065]} اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } : هو من باب التجريد جرد من نفسه الزكية شيئا يسمى قدوة يقتدي به سيما في مقاساة{[4066]} الشدائد وثبات القلب في الحرب ، { لِّمَن كَانَ } صلة لحسنة لا لأسوة لأنها قد وصفت أوصفة لها أو بدل بعض من لكم ، { يَرْجُو اللَّهَ } أي : لقائه ، { وَالْيَوْمَ الْآخِرَ } أي : نعيمه أو يخاف عذابهما ، { وَذَكَرَ{[4067]} اللَّهَ كَثِيرًا }


[4065]:وهذه الآية وإن كان سببها خاصا فهي عامة في كل شيء، وقد استدل بهذه الآية جماعة من الصحابة في مسائل كثيرة اشتملت عليها كتب السنة، وفيه دلالة على لزوم الإتباع وترك التقليد الحادث الذي أصيب به الإسلام أي مصيبة /12 فتح.
[4066]:قاتل بنفسه فكسرت رباعيته، وشج وجهه الكريم، وقتل عمه وأوذي ضروبا من الإيذاء فاقتدوا به، ولا ترغبوا بأنفسكم عن نفسه /12 وجيز.
[4067]:فالمقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم من كان كذلك، لما أخبر عن حال المنافقين وقولهم: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} بين حال المؤمنين وقولهم فقال: {ولما رأى المؤمنون الأحزاب} الآية /12 وجيز.