جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٖ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٖ رَّاسِيَٰتٍۚ ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ} (13)

{ يعملون له ما يشاء من محاريب } ، البناء الرفيع والمساجد والقصور ، { وتماثيل } : صور الملائكة والأنبياء واتخاذها مباح في شريعتهم ، { وجفان } ، جمع جفنة أي : قصعة ، { كالجواب } ، جمع جابية وهي الحوض الكبير ، { وقدور راسيات } : ثابتات كالجبال أثافيها منها قيل كان يأكل في جفنه ألف رجل { اعلموا{[4139]} } حكاية ما قيل لهم ، { آل{[4140]} داود شكرا } أي : الجن يعملون لكم فاعلموا أنتم شكرا ، والشكر على ثلاثة أضرب بالقلب وباللسان وبالجوارح فقال : { اعلموا } لينبه على التزام الأنواع الثلاثة أو مصدر لاعملوا لأن فيه اشكروا ، أو معناه اعملوا طاعة الله للشكر أو شاكرين ، { وقليل من عبادي الشكور } : المبالغ الباذل وسعه فيه ،


[4139]:وإنما قال اعملوا لينبه على التزام جميع أنواع الشكر فإن في قوله عليك بإعمال الفكر مبالغة ليس في قولك تفكر في تلك المسألة، وكان عليه السلام لا يشبع قط من خبز الشعير ولا يطعم ألذ الأطعمة / 12 وجيز.
[4140]:أي: قلنا لهم اعملوا يا آل داود شكرا له على ما آتاكم وسئل الجنيد عن الشكر فقال: بذل المجهود بين يدي المعبود، ثم بين بعد أمرهم بالشكر أن الشاكرين له من عباده ليسوا بكثير، فقال: "وقليل من عبادي الشكور" وقال ابن عباس يقول: قليل من عبادي الموحدين توحيدهم، والشكور على أداء الشكر الباذل وسعه فيه قد شغل به قلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا، وقد جاء عن داود عليه السلام أنه جزأ ساعات الليل والنهار على أهله فلم تكن تأتي ساعة من الساعات إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي / 12 فتح.