الجفان : جمع جفنة ، وهي معروفة .
الجوابي : الحياض العظام ، واحدها جابية ، لأنه يجبي فيها الماء ، أي يجمع . قال الشاعر :
بجفان تعتري نادينا *** من سديف حين قد هاج الضبر
كالجوابي لا تفي مترعة *** لقرى الأضياف أو للمحتظر
نفى الذم عن آل المحلق جفنة *** كجابية السيح العراقي تفهق
وقدور كالربا راسيات *** وجفان كالجوابي مترعه
القدر : إناء يطبخ فيه من فخار أو غيره ، وهو على شكل مخصوص .
والمحاريب ، قال مجاهد : المشاهد ، سميت باسم بعضها تجوزاً .
وقيل : ما يصعد اليه بالدرج ، كالغرف .
والتماثيل : الصور ، وكانت لغير الحيوان .
وقال الضحاك : كانت تماثيل حيوان ، وكان عملها جائزاً في ذلك الشرع .
وقال الزمخشري : هي صور الملائكة والنبيين ، والصالحين ، كانت تعمل في المساجد من نحاس وصفر وزجاج ورخام ، ليراها الناس ، فيعبدوا نحو عبادتهم ، وهذا مما يجوز أن يختلف فيه الشرائع ، لأنه ليس من مقبحات الفعل ، كالظلم والكذب .
وعن أبي العالية : لم يكن اتخاذ الصور إذ ذاك محرماً ، أو صوراً محذوفة الرؤوس .
وقيل : التماثيل طلسمات ، فيعمل تمثالاً للتمساح ، أو للذباب ، أو للبعوض ، ويأمر أن لا يتجاوز ذلك الممثل به ما دام ذلك التمثال والتصوير حرام في شريعتنا .
وقد ورد تشديد الوعيد على المصورين ، ولبعض العلماء استثناء في شيء منها .
وفي حديث سهل بن حنيف : لعن الله المصورين ، ولم يستثن عليه الصلاة والسلام .
وحكى مكي في الهداية أن قوماً أجازوا التصوير ، وحكاه النحاس عن قوم واحتجوا بقوله : { وتماثيل } ، قاله ابن عطية ، وما أحفظ من أئمة العلم من يجوزه .
وقرىء : { كالجواب } بلا ياء ، وهو الأصل ، اجتزاء بالكسرة ، واجراء الألف واللام مجرى ما عاقبها ، وهو التنوين ، وكما يحذف مع التنوين يحذف مع ما عاقبه ، وهو أل .
و { الراسيات } : الثابتات على الأثافي ، فلا تنقل ولا تحمل لعظمها .
وقدمت المحاريب على التماثيل ، لأن النقوش تكون في الأبنية .
وقدم الجفان على القدور ، لأن القدور آلة الطبخ ، والجفان آلة الأكل ، والطبخ قبل الأكل ، لما بين الأبنية الملكية .
وأراد بيان عظمة السماط الذي يمد في تلك الدور ، وأشار إلى الجفان لأنها تكون فيها ، والقدور لا تكون فيها ولا تحضر هناك ، ولهذا قال : { راسيات } .
ولما بين حال الجفان ، سرى الذهن إلى عظمة ما يطبخ فيه ، فذكر القدور للمناسبة ، وذكر في حق داود اشتغاله بآلة الحرب لاحتياجه إلى قتال الأعداء ، وفي حق سليمان المحاريب والتماثيل ، لأنه كان ملكاً ابن ملك ، قد وطد له أبوه الملك ، فكانت حاله حالة سلم ، إذ لم يكن أحد يقدر على محاربته .
وقال عقب : { أن اعمل سابغات } ، و { اعملوا صالحاً } ، وعقب ما يعمله الجن : { إعملوا آل داود شكراً } ، إشارة إلى أن الإنسان لا يستغرق في الدنيا ولا يلتفت إلى زخارفها ، وأنه يجب أن يعمل صالحاً ، { إعملوا آل داود } .
وقيل : مفعول إعملوا محذوف ، أي اعملوا الطاعات وواظبوا عليها شكراً لربكم على ما أنعم به عليكم ، فقيل : انتصب شكراً على الحال ، وقيل : مفعول من أجله ، وقيل : مفعول له باعملوا ، أي اعملوا عملاً هو الشكر ، كالصلاة والصيام والعبادات كلها في أنفسها هي الشكر إذا سدت مسده ، وقيل : على المصدر لتضمينه اعملوا اشكروا بالعمل لله شكراً .
روي أن مصلى آل داود لم يخل قط من قائم يصلي ليلاً ونهاراً ، وكانوا يتناوبونه .
وكان سليمان ، عليه السلام ، يأكل الشعير ، ويطعم أهله الخشكار ، والمساكين الدرمك ، وما شبع قط ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف إن شبعت أن أنس الجياع .
و { الشكور } : صيغة مبالغة ، وأريد به الجنس .
قال ابن عباس : الشكور : من يشكر على أحواله كلها .
وقال السدي : من يشكر على الشكر .
وقيل : من يرى عجزه عن الشكر ، وهذه الجملة تحتمل أن تكون خطاباً لآل داود ، وهو الظاهر ، وأن تكون خطاباً للرسول صلى الله عليه وسلم ، وفيها تنبيه وتحريض على الشكر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.