جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا} (119)

{ ولأُضلّنهم } عن الصواب { ولأُمنينّهم } إدراك الآخرة مع المعاصي وطول الحياة ، يأمرهم بالتسويف والتأخير أو أنه لا جنة ولا نار { ولآمُرنّهم فليُبتّكن آذان الأنعام } يشقونها ويجعلون ركوب تلك الأنعام حراما ويسمونها بحائر : ما يجيء في المائدة وهو إشارة إلى تحريم كل حلال { وَلآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ {[1126]}خَلْقَ اللَّهِ } هو الخصاء{[1127]} أو الوشم أو دين الله { ومن يتخذ الشيطان وليًّا من دون الله } فيطيعه ولا يطيع الله { فقد خسر خسرانا مبينا } إذ ضيع بالكلية ماله وباع الجنة بالدنيا .


[1126]:صورة وصفة ويندرج فيه فقأ عين الحامي وخصاء العبيد والوشم والوشر واللواطة والسحق ونحو ذلك/12 وجيز.
[1127]:كالخصاء والوشم وغيرهما والخصاء من الشيطان في كل شيء من آدمي وغيره وصرح بذلك عظماء السلف/12 وجيز. وفي الكبير: ولهذا كان أنس يكره إخصاء الغنم، وفي الفتح: ولا مانع من حمل الآية على جميع هذه الأمور حملا شموليًّا أو بدليًّا، وقد رخص طائفة من العلماء في خصي البهائم إذا قصد بذلك زيادة الانتفاع به سمن أو غيره، وكره ذلك آخرون، وأما خصي بني آدم فحرام بلا اختلاف: أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي (عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصي البهائم والخيل) [ أخرجه ابن أبي شيبة في (مصنفه) (12/225)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (10/24)، وقال البيهقي: والصحيح الموقوف. وعبد الله بن نافع فيه ضعف يليق به رفع الموقوفات. والله أعلم. وذكره الهيثمي في (الجمع) (5/365) وقال: رواه أحمد وفيه عبد الله بن نافع وهو ضعيف]، وأخرج ابن المنذر والبيهقي (عن ابن عباس رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صبر الروح وإخصاء البهائم) [أخرجه البيهقي في (السنن الكبرى) (10/24) وذكره الهيثمي في (الجمع) (5/365) وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح]. وفي معالم التنزيل فليغيرن خلق الله بالخصاء والوشم وقطع الآذان حتى حرّم بعضهم الخصاء وجوز بعضهم في البهائم لأن فيه غرضا ظاهرا/12.