جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيۡكُمۡۖ فَمَن يَكۡفُرۡ بَعۡدُ مِنكُمۡ فَإِنِّيٓ أُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا لَّآ أُعَذِّبُهُۥٓ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (115)

{ قال الله } : مجيبا له { إني منزّلها عليكم فمن يكفر بعد } : بعد نزولها ، { منكم فإني أعذّبه عذابا } : تعذيبا ، { لا أعذّبه } ، الضمير للمصدر فيكون في موقع المفعول المطلق ويقوم مقام العائد فإن لا أعذبه صفة عذابا أو من باب الحذف والإيصال أي : لا أعذب به ، { أحدا من العالمين } : عالمي زمانهم والأصح أن المائدة نزلت{[1348]} وكفروا بها فمسخوا قردة{[1349]} وخنازير قيل ما مسخ أحد قبلهم خنزيرا ، فالعالمين مطلق قال عبد الله بن عمر : أشد الناس عتابا يوم القيامة المنافقون ، ومن كفر من أصحاب المائدة ، وآل فرعون .


[1348]:وأقوال السلف بأجمعهم صريحة في نزول المائدة وكفرهم بها وكيف لا وقد قال الله: (فإني منزلها عليكم) الآية/12 منه.
[1349]:كأصحاب السبت لكن روى ابن جرير وابن أبي حاتم تعليقا وصححه عن الحسن ومجاهد أنهما خالفا الجمهور لم ينزل فإنه لما شرط عليهم الشرط [في الأصل كلمة مطموسة] وقالوا لا نريد وأما كفرهم المائدة فعلى ما أخرجه الترمذي أنه قال صلى الله عليه وسلم: نزلت المائدة خبزا ولحما وأمروا أن لا يدخروا لغد ولا يخونوا، فخانوا وادخروا فمسخوا قردة وخنازير/12.