[ 115 ] { قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ( 115 ) } .
{ قال الله إني منزلها عليكم } إجابة لدعوتكم { فمن يكفر } أي : بي وبرسولي { بعد } أي بعد تنزيلها ، المفيد للعلم الضروري بي وبرسولي { منكم } أيها المنعمون بها { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين } أي من عالمي زمانهم . أو من العالمين جميعا .
روى ابن جرير{[3305]} بسنده إلى قتادة قال : كان الحسن يقول : " لما قيل لهم { فمن يكفر بعد منكم } الخ قالوا : لا حاجة لنا فيها ، فلم تنزل " .
وروى منصور{[3306]} بن زاذان عن الحسن أيضا : أنه قال ، في المائدة : " أنها لم تنزل " .
وروى ابن أبي حاتم{[3307]} وابن جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال : " هو مثل ضربه الله ولم ينزل شيء . أي مثل ضربه الله لخلقه ، نهيا لهم عن مسألة الآيات لأنبيائه " .
قال الحافظ ابن كثير : وهذه أسانيد صحيحة إلى مجاهد والحسن . وقد يتقوى ذلك بأن خبر المائدة لا تعرفه النصارى . وليس هو في كتابهم . ولو كانت قد نزلت ، لكان ذلكما يتوفر الدواعي على نقله . وكان يكون موجودا في كتابهم متواترا . ولا أقل من الآحاد . والله أعلم .
ثم قال : ولكن الجمهور أنها نزلت . وهو الذي اختاره ابن جرير . قال : لأن الله تعالى أخبر بنزولها في قوله تعالى : { إني منزلها عليكم } ووعد الله ووعيده حق وصدق .
وهذا القول هو ، والله أعلم ، الصواب . كما دلت عليه الأخبار والآثار عن السلف وغيرهم . 1ه .
ومن الآثار ما أخرجه الترمذي{[3308]} عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغد . فخانوا وادخروا ورفعوا لغد . فمسخوا قردة وخنازير " . قال الترمذي : وقد روي عن عمار ، من طريق ، موقوفا وهو أصح .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب عن ابن عباس ؛ " أن عيسى ابن مريم ، قالوا له : ادع الله أن ينزل علينا مائدة من السماء . قال فنزلت الملائكة بالمائدة يحملونها . عليها سبعة أحوات وسبعة أرغفة . فأكل منها آخر الناس كما أكل منها أولهم " .
وقد ساق ابن كثير آثارا في نزولها لا تخلو عن غرابة ونكارة في سياقها ، كما لا يخفى .
روى الإمام أحمد{[3309]} عن ابن عباس قال : " قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك . قال : وتفعلون ؟ قالوا : نعم : قال فدعاه ، فأتاه جبريل/ فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا ، فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين . وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة . قال : بل باب التوبة والرحمة " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.