قرأ نافعٌ وابنُ عامرٍ وعاصمٌ{[12977]} : " مُنَزِّلُهَا " : بالتشديد ، فقيل : إنَّ أنْزَلَ ونَزَّلَ بمعنًى ، وقد تقدَّم تحقيق ذلك ، وقيل : التشديدُ للتكثير ، فإنها نزلت مرَّاتٍ متعددة .
قوله : " بَعْدُ " : متعلِّق ب " يَكْفُرْ " ، وبُنِي ؛ لقَطْعِه عن الإضافة ؛ إذ الأصل : بَعْدَ الإنْزَالِ ، و " مِنْكُمْ " متعلِّقٌ بمحذوفٍ ؛ لأنه حال من فاعل " يَكْفُرْ " ، وقوله : " عَذَاباً " فيه وجهان :
أظهرهما : أنه اسمُ مصدرٍ بمعنى التعذيب ، أو مصدرٌ على حذفِ الزوائد ؛ نحو : " عَطَاء ونَبَات " ل " أعْطَى " و " أنْبَتَ " ، وانتصابُه على المصدريَّة بالتقديرين المذكورين .
والثاني - أجازه أبو البقاء{[12978]} - : أن يكون مفعولاً به على السَّعَة ، يعني : جَعَلَ الحَدَثَ مفعولاً به على السَّعة ؛ مبالغةً ، وحينئذٍ يكون نصبه على التشبيه بالمفعول به ، والمنصوبُ على التشبيه بالمفعول به عند النحاة ثلاثةُ أنواعٍ : معمولُ الصفةِ المشبهة ، والمصدرُ ، والظرفُ المتَّسَعُ فيهما :
أمَّا المصدرُ ، فكما تقدَّم ، وأمَّا الظرفُ ، فنحو : " يَوْمَ الجُمُعَةِ صُمْتُهُ " ، ومنه قوله في ذلك : [ الطويل ]
وَيَوْمٍ شَهِدْنَاهُ سُلَيْماً وعَامِراً *** قَلِيلٌ سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ نَوَافِلُهْ{[12979]}
قال الزمخشريُّ{[12980]} : " ولو أُريدَ بالعذاب ما يُعَذَّبُ به ، لكان لا بُدَّ من البَاءِ " قال شهاب الدين : إنما قال ذلك ؛ لأنَّ إطلاقَ العذاب على ما يُعَذَّبُ به كثيرٌ ، فخاف أن يُتوهَّمَ ذلك ، وليس لقائلٍ أن يقول : كان الأصلُ : بِعَذَابٍ ، ثم حذفَ الحرف ؛ فانتصب المجرورُ به ؛ لأنَّ ذلكَ لم يَطَّرِدْ إلاَّ مع " أنْ " و " أنَّ " بشرطِ أمْنِ اللَّبْسِ .
قوله : " لاَ أعَذِّبُهُ " الهاءُ فيها ثلاثة أوجه :
أظهرها : أنها عائدة على " عَذَاب " الذي تقدَّم أنه بمعنى التعْذِيب ، والتقدير : فإنِّي أعَذِّبُهُ تَعْذِيباً لا أعَذِّبُ مِثْلَ ذَلِكَ التَّعْذيبِ أحَداً ، والجملة في محلِّ نَصْبٍ صفةً ل " عَذَاباً " ، وهذا وجه سالمٌ من تَكَلُّفٍ ستَرَاهُ في غيره ، ولمَّا ذكر أبو البقاء{[12981]} هذا الوجه - أعني عودَها على " عَذَاباً " المتقدِّم - قال : " وفيه على هذا وجهان :
أحدهما : على حَذْفِ حرف الجر ، أي : لا أعَذِّبُ به أحداً ، والثاني : أنه مفعولٌ به على السَّعة " . قال شهاب الدين{[12982]} : أمَّا قوله " حُذِفَ الحَرْف " ، فقد عرفْتَ أنه لا يجوز إلا فيما استثني .
الثاني - من أوجه الهاء - : أنها تعودُ على " من " المتقدِّمة في قوله : " فَمَنْ يَكْفُرْ " ، والمعنى : لا أعَذِّبُ مِثْلَ عَذَاب الكَافِرِ أحَداً ، ولا بُدَّ من تقدير هذين المضافَيْنِ ؛ لِيَصِحَّ المعنى ، قال أبو البقاء{[12983]} في هذا الوجهِ : " وفي الكلامِ حَذْفٌ أي : لا أعذِّبُ الكَافِرَ ، أي : مثل الكافرِ ، أي : مثل عذابِ الكَافر " .
الثالث : أنها ضميرُ المصدرِ المؤكِّد ؛ نحو : " ظَنَنْتُهُ زَيْداً قَائِماً " ، ولمَّا ذكر أبو البقاء{[12984]} هذا الوجه ، اعترضَ على نفسه ، فقال : " فإنْ قلْتَ : " لا أعَذِّبهُ " صفةٌ ل " عَذَاب " ، وعلى هذا التقدير لا يعودُ من الصفة على الموصُوف شَيْءٌ ، قيل : إنَّ الثانِيَ لما كان واقعاً موقعَ المصدر والمصدرُ جنْسٌ ، و " عَذَاباً " نكرةٌ ، كان الأوَّل داخِلاً في الثاني ، والثاني مشتملٌ على الأوَّل ، وهو مثل : زَيْدٌ نِعْمَ الرَّجُلُ " . انتهى ، فجعل الرابطَ العمومَ ، وهذا الذي ذكرهُ من أنَّ الربْطَ بالعمومِ ، إنما ذكره النحويُّون في الجملةِ الواقعةِ خبراً لمبتدأ ، ولذلك نظَّره أبو البقاء ب " زَيْدٌ نِعْمَ الرَّجُلُ " ، وهذا لا ينبغي أن يُقاسَ عليه ؛ لأن الربطَ يحصُلُ في الخبر بأشياءَ لا تجوز في الجملة الواقعةِ صفةً ، وهذا منها ، ثم هذا الاعتراضُ الذي ذكره واردٌ عليه في الوجه الثاني ؛ فإنَّ الجملة صفةٌ ل " عَذَاباً " ، وليس فيها ضميرٌ ، فإن قيل : ليست هناك بصفة ، قيل : يَفْسُدُ المعنى بتقدير الاستئناف ، وعلى تقدير صحَّته ، فلتكنْ هنا أيضاً مستأنفةً ، و " أحَداً " منصوبٌ على المفعُول الصريحِ ، و " مِنَ العَالمِينَ " صفةٌ ل " أحداً " فيتعلَّق بمحْذُوف .
معنى الآية الكريمة { فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ } أي : بَعْد إنْزَال المَائِدَة ، { فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ } أي : جنس عذابٍ لا أعَذِّبُهُ أحَداً من العالمين - يعني : على زمانه - فَجَحَد القَوْمُ وكَفَرُوا بعد نُزُولِ المَائِدَة .
قال ابنُ عبَّاس - رضي الله عنهما - : مُسِخُوا خَنَازِير ، وقيل : قِرَدَةً ، وقيل : جِنْساً من العَذَابِ ، لا يُعذَّبُ به غَيْرُهُم{[12985]} .
قال الزَّجَّاج{[12986]} : ويجُوزُ أن يكون ذَلِكَ العذابُ مُعَجَّلاً في الدُّنْيا ، ويجُوزُ أن يكُون مُؤخَّراً في الآخِرَةِ .
قال عَبْدُ الله بن عمرو - رضي الله عنهما - : " أنَّ أشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ القِيَامَةِ المُنَافِقُونَ ، ومن كَفَر مِنْ أصْحَابِ المائدةِ وآلُ فِرْعَوْن " {[12987]} .
واخْتَلَف العُلَماءُ - رضي الله تعالى عنهم - هَلْ نَزَلَتْ أمْ لا ؟ .
فقال مُجَاهِد ، والحَسَن : لم تَنْزِلْ ، فإنَّ الله تعالى لَمَّا أوْعَدَ على كُفْرِهم بَعْد نُزُولِ المائدة خافُوا أن يَكْفُر بَعْضُهُم ، فاستعفوا وقالوا : لا نُرِيدُهَا ؛ فلم تَنْزِلْ . وقوله : { إني مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ } - يعني : إن سَألْتُم ، والصَّحِيحُ الذي عَلَيْه الأكْثَرُون : أنَّها نَزَلَتْ لقوله تعالى : { إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ } ولا خُلْفَ في خبره ، ولِتَوَاتُرِ الأخْبَار فيه عن رسُول الله صلى الله عليه وسلم أنَّها نَزَلَت .
وقيل لهم : إنَّها مُقِيمَةٌ لكم ما لم تَخُونُوا وتخبؤوا ؛ فما مضَى يومها حتَّى خَانُوا وخَبُّئوا ، فَمسخُوا قِرَدَةً وخَنَازير .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : إنَّ عيسى - عليه السلام - قال لهم : صُومُوا ثلاثينَ يَوْماً ، ثم سَلُوا اللَّه ما شِئْتُم يُعْطِيكُمْ ، فَصَامُوا ، فلمَّا فَرغُوا قالوا : يا عيسى : إنَّا لو عَمِلْنَا لأحدٍ قَضَيْنَا عَمَلَهُ لأطْعَمَنَا ، وسَألُوا اللَّهَ المَائِدَة ، فأقْبَلَتِ المَلائِكَةُ - عليهم الصَّلاة والسَّلام - بمائدةٍ يحمِلُونَهَا ، عَلَيْهَا سَبْعَةُ أرْغِفَةٍ وسَبْعَة أخْوَان ، حتَّى وضعتْهَا بين أيْدِيهِمْ ، فأكَلَ مِنْهَا آخِرُ النَّاسِ كما أكَلَ أوَّلُهُم .
قال كَعْبُ الأحْبار : نزلت مَنْكُوسَةً تطيرُ بها المَلائِكَةُ بين السماء والأرض ، عليها كُلُّ الطَّعَامِ إلاَّ اللَّحْم{[12988]} .
وقال سَعِيدُ بن جُبَيْر - رضي الله عنهما - ، عن ابنِ عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - : أنْزَلَ على المَائِدَة كُلَّ شيءٍ إلاَّ الخُبْزَ واللَّحْمَ{[12989]} .
قال قَتَادَةُ : كان عليها ثَمَرٌ من ثِمَار الجَنَّةِ .
وقال عَطِيَّة العوفي{[12990]} : نَزَلَتْ من السَّمَاء سَمَكَةٌ فيها طَعْمُ كُلِّ شَيْء .
وقال الكَلْبِيُّ{[12991]} : كان عَلَيْهَا خُبْزُ رُزٍّ ، وبَقْلٌ .
وقال وَهْبُ بن مُنَبِّه{[12992]} : أنْزَلَ اللَّهُ - تبارك وتعالى - قُرْصَةً من شَعِيرٍ وحِيتَاناً ، فكان قَومٌ يأكُلُون ثم يَخْرجُون ، ثُمَّ يَجِيءُ آخَرُون فَيَأكُلُون ، حتَّى أكَل أجْمَعُهُم .
وقال الكَلْبِيُّ ومُقَاتِل{[12993]} : أنْزَلَ اللَّهُ سَمَكاً وخَمْسة أرْغِفَةٍ ، فأكَلُوا ما شاء اللَّهُ ، والنَّاسُ ألْفٌ ونَيفٌ ، فلمَّا رَجَعُوا إلى قُرَاهُم ، ونَشَرُوا الحَديث ، ضحكَ مِنْهُم مَنْ لم يَشْهَد ؛ وقالُوا : ويْحَكُم ، إنَّما سَحَر أعْيُنَكُم ، فمن أرَادَ اللَّهُ به تعالى الخَيْرَ ثَبَّتَهُ على بَصِيرتِهِ ، ومن أرادَ فِتْنَتَهُ رجَعَ إلى كُفْرِه ، فَمُسِخُوا خَنِازِيرَ ليْسَ صَبِيٌّ ولا امْرَأةٌ ، فَمَكَثُوا كَذَلِكَ ثلاثةَ أيَّامٍ ، ثم هَلَكُوا ، ولم يَتَوالَدُوا ، ولم يَأكُلوا ، ولَمْ يَشْرَبُوا ، وكذلك كُلُّ مَمْسُوخٍ وقال قتادةُ : كانت تَنْزِلُ عليهم بُكرةً وعَشِيًّا ، كالمَنِّ والسَّلْوى لِبَنِي إسْرَائِيل .
وروَى عطاءُ بنُ أبي رباحٍ ، عن سَلْمان الفَارِسِيّ{[12994]} : لما سَأل الحَوَارِيُّونَ المائدة ، لَبِسَ عيسى - عليه الصلاة والسلام - صُوفاً وبَكَى ، وقال : " اللهم أنزل علينا مائدة من السماء " ، فنزلت سُفْرَةٌ حَمْراء بين غَمَامَتَيْنِ ، غَمَامَة من تَحْتِهَا ، وغَمَامَة من فَوْقِهَا وهُمْ يَنْظُرُون إلَيْهَا ، وهي تَهْوي خَافِضَة ، حتَّى سَقَطَتْ بين أيديهمْ ، فَبَكَى عيسى - عليه الصلاة والسلام - وقال : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي من الشَّاكرين ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رحْمَةً ولا تَجْعَلْهَا عُقُوبَةً ، واليَهُود يَنْظُرون إلى شَيْء لم يَرَوا مِثْلَهُ قَطّ ، ولم يَجِدُوا رِيحاً أطيب من ريحهِ ، فقال عيسى - عليه الصَّلاة والسَّلام - : لِيَقُمْ أحسَنُكُم عَمَلاً ، فيكشف عنها ، ويذكر اسم اللَّهِ تعالى ، فقال شَمْعُون الصَّفَّار رَأسٌ من الحَواريِّين أنْتَ أوْلَى بذلك مِنَّا ، فَقَامَ عيسى - عليه الصَّلاة والسَّلام - فَتَوَضَأ وصلَّى وبكَى كَثِيراً ، ثم كَشَفَ المِنْدِيل ، وقال : بِسْم الله خير الرَّازِقين ، فإذا سَمَكةٌ مشْويَّةٌ ليس عليها فلوسها ولا شَوْك تَسِيل من دَسِمِهَا ، وعند رأسِها ملح وعنْد ذَنَبِها خلٌّ ، وحولَهَا من أنْوَاع البُقُول مَا خَلاَ الكُرَّاث ، وإذا خَمْسَةُ أرْغِفَةٍ على واحدٍ زَيْتُونٌ ، وعلى الثَّاني عَسَلٌ ، وعلى الثَّالِثَ سَمْن ، وعلى الرَّابع جُبْنٌ ، وعلى الخَامس : قَدِيدٌ ، فقال شَمْعُون : يا رُوحَ اللَّه أمن طعامِ الدُّنْيَا هذا أوْ مِنْ طعامِ الآخِرة ؟ قال : لَيْسَ مِنْهُمَا ، ولكنَّهُ شَيْءٌ افْتَعَلَهُ اللَّهُ بالقُدْرَة العَالِيَة ، كلوا ما سَألْتُم واشْكُرُوا اللَّه يُمْدِدكم ويَزِدْكُمْ من فَضْلِهِ .
فقال الحَوَارِيُّون : يا رُوحَ الله كُنْ أوَّل من يَأكُلُ منها ، فقال : مَعَاذ الله أنْ آكُلَ منها ، ولكن يأكُلُ منها من سَألَهَا ، فَخَافُوا أن يَأكُلُوا منها ، فدَعَا أهْلَ الفَاقَةِ والمَرَضِ وأهْلَ البَرَصِ والجُذَامِ والمُقْعَدِين وقال : كُلُوا من رِزْقِ الله - عزَّ وجلَّ - لكم الهنَاءُ ، ولِغَيْرِكُم البَلاَءُ ، فأكَلُوا ، وصدر عنها ألْفٌ وثلثمائة رَجُلٍ وامْرأةٌ من فَقِيرٍ ، وزمن ومريضٍ ، ومُبْتَلى كُل مِنْهُم شَبْعَان ، وإذا السَّمَكَةُ كَهَيْئَتِهَا حين نزلت ، ثُمَّ طارتِ المائدةُ صعداً وهم يَنْظُرُون إلَيْهَا حتَّى تَوَارَتْ ، فلم يَأكُلْ منها زمنٌ ولا مَرِيضٌ ولا مُبْتَلى إلاَّ عُوفِي ، ولا فَقِير إلاَّ اسْتَغْنَى ، ونَدِمَ من لم يأكُلْ فلَبِثَتْ أرْبَعِين صَبَاحاً تَنْزِلُ ضُحًى ، فإذا نَزَلَت اجْتَمَع الأغْنِيَاء والفُقَرَاء والصِّغَارُ والكبارُ والرِّجَال والنِّساءُ ، ولا تزالُ منْصُوبةً يُؤكَلُ منها حتَّى إذا فاء الفيءُ طارت ، وهم يَنْظُرُون في ظِلِّها حتى تَوَارَتْ عَنْهُم ، فكانت تَنْزِلُ غِبّاً تَنْزِلُ يوماً ولا تَنْزِلُ يَوْماً كَنَاقَةِ ثَمُود ، فأوْحى اللَّهُ - تبارك وتعالى - إلى عيسى - عليه الصَّلاة والسَّلام - : اجعل مَائِدَتِي ورِزْقِي للفُقَرَاءِ دُون الأغْنِيَاء ، فعظم ذلِكَ الأغْنِيَاء حتى شَكُّوا وشَككُوا النَّاسَ فيها ، وقالُوا : تَرَوْن المائدةَ حقاً تَنْزِلُ من السَّمَاء ؟ فأوْحَى الله - تبارك وتعالى - إلى عيسى : إنِّي شَرَطْتُ أنَّ من كَفَرَ بَعْد نُزُولِها ، عَذَّبْتُهُ عَذَاباً لا أعَذِّبُهُ أحَداً من العالمِين ، فقال - عليه السلام - : " إنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وإن تَغْفِرْ لَهُم فإنَّك أنْتَ العَزيز الحَكِيمُ " فَمَسَخ اللَّهُ منهم ثلاثمائة وثلاثِين رجُلاً من لَيْلَتِهمْ على فُرُشِهِم مع نِسَائِهِم ، فأصْبَحُوا خَنَازِير يَسْعَون في الطُّرُقَات والكنَّاسَات ، ويأكُلُون العُذْرَة في الحشُوشِ ، وعاشُوا ثلاثة أيَّامٍ ثُمَّ هلكوا والعياذ باللَّه .