قوله سبحانه : { وَلَقَدْ أَخَذَ الله ميثاق بَنِي إسرائيل وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثني عَشَرَ نَقِيباً }[ المائدة :12 ] .
هذه الآيةُ المتضمِّنة للخَبَرِ عن نَقْضِهِمْ مواثيقَ اللَّه تعالى ، تُقَوِّي أنَّ الآية المتقدِّمة في كَفِّ الأَيْدِي ، إنَّما كانَتْ في أمر بني النَّضِيرِ ، والإجماعُ على أنَّ النقيب كَبِيرُ القَوْمِ ، القائمُ بأمورهم ، قال قتادة وغيره : هؤلاءِ النُّقَبَاءُ قوْمٌ كبارٌ مِنْ كُلِّ سبْطٍ ، تكَفَّل بكلِّ واحدٍ سِبْطُهُ ، بأنْ يؤمنوا ويلتزموا التقوى .
قال( ع ) : ونحو هذا كانَتِ النقباءُ ليلَةَ بَيْعَةِ العَقَبَةِ ، مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والضميرُ في { مَعَكُمْ } ، لبني إسرائيل ، أيْ : معكم بنَصْري ، وحِيَاطَتِي وتأييدي ، واللام في قوله : { لَئِنْ } هي المُؤْذِنَةُ بمجيء القَسَمِ ، ولامُ القَسمِ هي قوله : { لأُكَفّرَنَّ } ، والدليل على أنَّ هذه اللام إنما هي مؤذنةٌ : أنَّهَا قد يستغنى عنها أحياناً ، ويتمُّ الكلامُ دونها ، ولو كانَتْ لاَمَ قَسَمٍ ، لم يترتَّب ذلك ، ( وإقامةُ الصلاةِ ) : توفيةُ شروطها ، و( الزكاةُ ) هنا : شَيْءٌ من المالِ كان مفروضاً عليهم فيما قال بعضُ المفسِّرين ، و( عَزَّرتموهم ) معناه : وقَّرْتُمُوهم ، وعَظَّمْتموهم ، ونَصَرْتُموهم ، وقرأ عاصمٌ الجَحْدَرِيُّ : ( وَعَزَرْتُمُوهُمْ ) خفيفة الزاي ، حيثُ وقع ، وقرأ في «سورة الفتحِ » : ( وتَعْزُرُوهُ ) بفتح التاء ، وسكونِ العينِ ، وضمِّ الزاي ، و( سَواءُ السَّبِيلِ ) : وَسَطُه ، وسائرُ ما في الآية بَيِّن ، واللَّه المستعان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.