تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞وَلَقَدۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَبَعَثۡنَا مِنۡهُمُ ٱثۡنَيۡ عَشَرَ نَقِيبٗاۖ وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمۡۖ لَئِنۡ أَقَمۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَيۡتُمُ ٱلزَّكَوٰةَ وَءَامَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرۡتُمُوهُمۡ وَأَقۡرَضۡتُمُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ فَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ} (12)

قوله سبحانه : { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا } ، يعني شاهدا على قومهم ، من كل سبط رجلا ليأخذ هذا الرجل على سبطه الميثاق ، وشهداء على قومهم ، وكانوا اثنى عشر سبطا ، على كل سبط منهم رجلا ، فأطاع الله عز وجل منهم خمسة ، فكان منهم طالوت ، ممن أطاع الله عز وجل ، وعصى

منهم سبعة ، فنقبوا على أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ، { وقال الله } عز وجل للنقباء الاثنى عشر ، { إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي } ، يعني الذين بعثتهم إليكم ، وفيهم عيسى ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فكفروا بعيسى ومحمد ، صلى الله عليهما وسلم .

قال الله تعالى : ولقد أخذ الله ميثاقكم على أن تعملوا بما في التوراة ، فكان الإيمان بالنبيين من عمل التوراة ، ثم قال سبحانه : { وعزرتموهم } ، يعني وأعنتموهم حتى يبلغوا الرسالة ، { وأقرضتم الله قرضا حسنا } ، يعني طيبة بها أنفسكم ، وهو التطوع ، { لأكفرن عنكم سيئاتكم } ، يقول : أغفر لكم خطاياكم الذي كان منكم فيما بينكم وبيني ، { ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار } ، يعني الساتين ، { فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل } ، يعني فقد أخطأ قصد الطريق ، طريق الهدى ، فنقضوا العهد والميثاق . فذلك قوله سبحانه : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم }