فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (19)

{ يا أهل الكتاب } تكرير للخطاب بطرق الالتفات ، ولطف في الدعوة ، . . . . { قد جاءكم رسولنا يبين لكم } على التدريج حسبما تقتضيه المصلحة ( الشرائع والأحكام النافعة معادا ومعاشا- المقرونة بالوعد والوعيد ، . . . { على فترة من الرسل } فإن فتور الإرسال وانقطاع الوحي إنما يحوج إلى بيان الشرائع والأحكام . . . { أن تقولوا } تعليل لمجيء الرسول بالبيان ، أي كراهة أن تقولوا ، . . أو : لئلا تقولوا- معتذرين من تفريطكم في أحكام الدين يوم القيامة- { ما جاءنا من بشير ولا نذير } وقد انطمست آثار الشريعة السابقة وانقطعت أخبارها ، . . . والفاء في قوله تعالى : { فقد جاءكم بشير ونذير } تفصح عن محذوف ، ما بعدها علة له ، والتقدير هنا : لا تعتذروا فقد جاءكم ، وتسمى الفاء الفصيحة ، . . وتنوين { بشير ونذير } للتفخيم ، { والله على كل شيء قدير } فيقدر على إرسال الرسل تترى ، وعلى الإرسال بعد الفترة-( {[1716]} ) .


[1716]:من روح المعاني؛ بتصرف يسير.