المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَقَدۡ مَكَرُواْ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكۡرُهُمۡ وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ} (46)

تفسير الألفاظ :

{ وقد مكروا مكرهم } المكر هو الاحتيال ، وهو مستحيل على الله . وإنما أسنده الله إلى نفسه في الآية للمشاكلة بين اللفظين . أما في حقه تعالى فيفسر بالتدبير فيكون المعنى : وقد مكروا ، ودبر الله ما يبطل مكرهم ويوافق الحكمة الإلهية . { وعند الله مكرهم } أي مكتوب عنده ليجازيهم عليه . { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } قيل إن بمعنى ما النافية واللام مؤكدة لها ، فيكون المعنى : وما كان مكرهم لنزول منه الجبال في ثباتها ورسوخها ، ويكون المراد بالجبال رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وما أوحي إليه . وقرأ الكسائي لتزول منه الجبال على أن إن مخففة واللام فاصلة ، ويكون معناه تعظيم مكرهم .

تفسير المعاني :

وقد مكر هؤلاء الكافرون مكرهم لإبطال الإسلام والصد عن سبيله ، ودبر الله تخييب عملهم ، وسجل عليهم عملهم هذا ليجازيهم عليه ، وما مكرهم مهما عظم بمزحزح للجبال ، فإن أمر محمد كالجبال بل أرسخ وأثبت .