تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَقَدۡ مَكَرُواْ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكۡرُهُمۡ وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ} (46)

{ وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم } أي : محفوظ لهم ؛ حتى يجازيهم به { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } وهي في مصحف ابن مسعود : ( وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ){[548]} تفسير الكلبي : قال : " إن نمروذ الذي بنى الصرح ببابل ، أراد أن يعلم علم السماء ؛ فعمد إلى تابوت فجعل فيه غلاما ، ثم عمد إلى نسور أربعة فأجاعها ، ثم ربط كل نسر بقائمة من قوائم التابوت ، ثم رفع لهما لحما في أعلى التابوت ، فجعل الغلام يفتح الباب الأعلى ، فينظر إلى السماء فيراها كهيئتها ، ثم يفتح الباب الأسفل فينظر إلى الأرض فيراها مثل اللجة ، فلم يزل كذلك حتى جعل ينظر فلا يرى الأرض وإنما هو الهواء ، وينظر فوق فيرى السماء كهيئتها ، فلما رأى ذلك صوب اللحم فتصوبت النسور ، فيقال -والله أعلم- : إنه مر بجبل فخاف الجبل أن يكون أمرا من الله ، فكاد يزول من مكانه ؛ فذلك قوله : { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال }{[549]} .


[548]:انظر: الكشاف (2/383).
[549]:أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/344).