المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (249)

تفسير الألفاظ :

{ فلما فصل } أي انفصل بهم عن البلد . { مبتليكم } أي ممتحنكم . { يطعمه } يطعمه أي يذوقه . { فئة } جماعة .

تفسير المعاني :

فلما خرج بهم طالوت لقتال العدو ، وكان الوقت حرا ، عطشوا فقال لهم : إن الله ممتحن طاعتكم وإخلاصكم بنهر تصادفونه ، فمن شرب منه فليس مني إلا من اغترف غرفة بيديه فتلك مسموح بها لتسكين شدة الظمأ . فلما وصلوا إليه أطاع الأمر أهل العقيدة الراسخة وعصاه ضعفاء الإيمان فكرعوا منه فوق كفايتهم . فلما رأى طالوت ذلك أخذ الذين صدقوا واتبعوا أمره وترك الذين لم يصبروا على ابتلاء الله إياهم وعبر النهر مع جنوده . فلما شارفوا جيش جالوت ملك العمالقة وأبصروا ما هم عليه من الكثرة واستكمال العدة قالوا : لا طاقة لنا بقتال هؤلاء ، فثبت الذين يعتقدون أنهم راجعون إلى ربهم إن استشهدوا في القتال وقالوا : كم من فئة قليلة غلبت فئة كثرة بإذن الله ، والله مع الصابرين .