معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ لَهُۥ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَبۡصِرۡ بِهِۦ وَأَسۡمِعۡۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدٗا} (26)

وقوله : { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ 26 } يريد الله تبارك وتعالى كقولك في الكلام : أكرم بعبد الله ومعناه : ما أكرم عبد الله وكذلك قوله { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِر } : ما أسمعهم ما أبصرهم . وكلّ ما كان فيه معنى من المدح والذمّ فإنكَ تقول فيه : أظرِف به وأكرم به ، ومن الياء والواو : أَطْيِبُ به طعاما ، وأجْوِد به ثوباً ، ومن المضاعف تظهر فيه التضعيف ولا يجوز الإدغام ، كما لم يجز نقص الياء ولا الواو ؛ لأن أصله ما أجوده وما أشدّه وأطيبه فترك على ذلك ، وأَما أَشدِد به فإنه ظهر التضعيف لسكون اللام من الفعل ، وترك فيه التضعيف فلم يدغم لأنه لا يثنّى ولا يؤنَّث ، لا تقول للاثنين : أشِدَّا بِهما ، ولا للقوم أَشِدُّوا بهم . وإنما استجازت العرب أن يقولوا مدّ في موضع امدد لأنهم قد يقولون في الاثنين : مُدَّا وللجميع : مُدُّوا ، فبُنى الواحدُ على الجميع .

وقوله { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } ترفع إذا كان بالياء على : وَليس يُشرك . ومن قال { لاَ تُشْرِكْ } جزمها لأنها نهي .