{ قل الله أعلم بما لبثوا } [ 26 ] الآية {[42560]} .
وقال {[42561]} مجاهد والضحاك : هو خبر من الله [ عز وجل {[42562]} ] عن مبلغ لبثهم {[42563]} في الكهف ولما {[42564]} قال : { وازدادوا تسعا } [ 26 ] قالوا سنين أو ليال {[42565]} أو غيرها فأنزل الله : { قل الله أعلم بما لبثوا } [ 26 ] الآية {[42566]} .
وقيل : إن أهل الكتاب قالوا [ على {[42567]} ] عهد النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : إن للفتية من لدن دخلوا الكهف إلى عصرنا هذا ثلاث مائة سنة وتسع سنين ، فرد الله [ عز وجل {[42568]} ] عليهم وأعلم نبيه أن قدر لبثهم في الكهف إلى أن بعثوا ثلاث مائة سنة وتسع {[42569]} .
ثم قال : تعالى لنبيه [ عليه السلام ] . { قل الله أعلم بما لبثوا } [ 26 ] .
[ أي ] {[42570]} بعد أن بعثهم وقبض أرواحهم إلى يومهم هذا لا يعلم مقدار ذلك إلا الله .
ومن نون " مائة " {[42571]} جعل " سنين " {[42572]} بدلا من " ثلاث {[42573]} " أو يكون عطف بيان على " ثلاث {[42574]} " . وقيل : هو نعت لمائة لأن مائة في معنى جمع {[42575]} .
وحكى بعض أهل اللغة أن العرب إذا نونت العدد أتت بعده بجمع يفسره ، فيقولون : عندي ألف دراهم [ وثلاثمائة دراهم {[42576]} ] وألف رجالا {[42577]} ، فيكون " سنين " {[42578]} على هذا القول تفسيرا {[42579]} .
ومن أضاف {[42580]} ، أتى بالعدد على أصله {[42581]} . لأنا إذا قلنا عندي مائة درهم فمعناه مائة من الدراهم . فالجمع هو الأصل فأتى به في هذه القراءة على الأصل/ .
[ و {[42582]} ] قوله : { الله أعلم بما لبثوا } [ 26 ] .
أي : أعلم بلبثهم من المختلفين في ذلك . وقيل : أعلم بمعنى عالم .
وقوله : { وازدادوا تسعا } [ 25 ] .
أي : تسع سنين . ولا يحسن أن يكون تسع ساعات ولا تسع ليال ، لأن العدد إذا فسر في صدر الكلام [ جرى ] {[42583]} آخره [ على {[42584]} ] ذلك التفسير . تقول عندي مائة درهم وخمسة . فتكون " الخمسة " دراهم أيضا ، لدلالة ما تقدم من التفسير على ذلك {[42585]} .
ثم قال : { له غيب السماوات والأرض } [ 26 ] .
أي : له علم ذلك وملكه لا يشاركه فيه أحد .
ثم قال : { أبصر به وأسمع } [ 26 ] .
أي : ما أبصر الله [ جلت عظمته {[42586]} ] واسمعه لا يخفى عليه شيء { ما لهم من دونه من ولي } [ 27 ] أي ليس لخلقه دون ربهم ولي يلي تدبيرهم ولا ينقذهم من عذاب الله [ سبحانه {[42587]} ] إذا جاءهم {[42588]} .
{ [ و {[42589]} ] " لا يشرك في حكمه أحدا } [ 26 ] .
أي : ليس يشرك الله [ عز وجل {[42590]} ] في تدبيره لعباده أحدا ولا يظهر على غيبه أحدا {[42591]} .
وقيل معناه : لا يجوز أن يحكم حاكم إلا بما حكم الله [ عز وجل ] {[42592]} أو بما دل عليه حكمه ، وليس لأحد أن يحكم من ذات نفسه فيكون لله [ سبحانه ] {[42593]} شريكا في حكمه {[42594]} .
فأما من قرأه بالتاء والجزم {[42595]} ، فمعناه : لا تنسبن أحدا إلى أحدا إلى أنه يعلم {[42596]} الغيب ويلي تدبير الخلق {[42597]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.