التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ لَهُۥ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَبۡصِرۡ بِهِۦ وَأَسۡمِعۡۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدٗا} (26)

قوله : ( قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض ) أبلغهم أن الله أعلم من هؤلاء المتنازعين الذين اختلفوا في مدة لبثهم . والحق إنما هو فيما أخبر الله به عن هذه المدة ؛ فهو العالم بكل شيء . وما من مستور ولا مخبوء ولا مكنون في مجاهيل السماوات والأرض إلا هو معلوم لله .

قوله : ( أبصر به وأسمع ) أي ما أسمعه وأبصره .

وتقديره : أسمع به . وقد حذف اكتفاء بالأول عنه{[2799]} . والمعنى : ما أبصره بكل موجود ، وما أسمعه لكل مسموع ، فليس من أحد أبصر من الله ولا أسمع ؛ فهو لا يخفى عليه من ذلك شيء .

قوله : ( ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا ) الضمير في قوله : ( لهم ) يعود على أهل السماوات والأرض . فما للعباد الذين خلقهم الله من نصير يتولى أمرهم ويدبّر شؤونهم ؛ بل الله وحده القاهر لعباده القادر على كل شيء . ( ولا يشرك في حكمه أحدا ) ليس لله في قضائه شريك ؛ بل الله وحده يحكم كيف يشاء دون معقب ولا معين{[2800]} .


[2799]:- البيان لابن الأنباري جـ2 ص 106.
[2800]:- فتح القدير جـ3 ص 278 وتفسير النسفي جـ3 ص 10 وتفسير ابن كثير جـ3 ص 79.