معاني القرآن للفراء - الفراء  
{بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (117)

وقوله : { فإنما يقول له كن فيكون }

رفعٌ ولا يكون نصبا ، إنما هي مرودة على " يقول " [ فإنما يقول فيكون ] . وكذلك قوله : { وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ } رفعٌ لا غير . وأما التي في النحل : { إِنَّما قَوْلُنا لِشيء إِذَا أَرَدْناهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ } فإنها نصب ، وكذلك التي في { يس } نصبٌ ؛ لأنّها مردوةٌ على فعل قد نُصب بأن ، وأكثر القرّاء على رفعهما . والرفع صوابٌ ، وذلك أن تجعل الكلام مكتفيا عند قوله : { إِذَا أَرَدْناهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ } فقد تمّ الكلام ، ثم قال : فسيكون ما أراد الله . وإنّه لأحبُّ الوجهين إلىّ ، وإن كان الكسائي لا يُجيز الرفعَ فيهما ويذهبُ إلى النَّسق .