معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (114)

هذه الرُّومُ كانوا غَزَوا بيت المقدس فقتلوا وحرّقوا وخرّبوا المسجد . وإنما أظهر الله عليهم المسلمين في زمن عمر - رحمه الله - فبنوه ، ( ولم ) تكن الروم تدخله إلا مستخفِين ، لو عُلِم بهم لقتِلوا .

وقوله : { لَّهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ . . . }

يقال : إن مدينتهم الأولى أظهر الله عليها المسلمين فقتلوا مقاتِلتَهم ، وسبوَا الذراري والنساء ، فذلك الخزي .

وقوله : { وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

يقول فيما وعد الله المسلمين من فتح الروم ، ولم يكن بعد .