و{ بَدِيعُ } : مصروفٌ من مُبْدعٍ ، والمُبْدِعُ : المخترعُ المنشئُ ، وخص السَّموات والأرضَ بالذكْر ، لأنها أعظم ما نرى من مخلوقاته جلَّ وعلاَ .
و{ قَضَى } : معناه : قدَّر ، وقد يجيء بمعنى : أمضى ، ويتجه في هذه الآية المعنَيَانِ ، والأمر : واحد الأمور ، وليس هو هنا بمصدر أَمَرَ يَأْمُرُ ، وتلخيص المعتَقَدِ في هذه الآية أنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ لم ينزل أمراً للمعدومات بشرط وجودِهَا ، قادراً مع تأخُّر المقدورات ، عالماً مع تأخُّر وقوع المعلوماتِ ، فكلُّ ما في الآية ممَّا يقتضي الاستقبال ، فهو بحسب المأموراتِ ، إِذ المحدَثَاتُ تجيء بعد أنْ لم تكنْ ، وكل ما يستند إِلى اللَّه تعالى من قدرةٍ وعلمٍ وأمر ، فهو قديمٌ لم يزَلْ ، والمعنى الَّذي تقتضيه عبارةُ { كُن } هو قديمٌ قائمٌ بالذاتِ ، والوضوح التامُّ في هذه المسألة يحتاج أكثر من هذا البَسْط .
( ت ) وقد قدَّمنا ما يزيدُ هذا المعنى وضُوحاً عند قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لأَدَمَ } [ البقرة : 34 ] فانظره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.