الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (117)

قوله : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ )( {[3740]} ) . ( أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ( {[3741]} ) )( {[3742]} ) .

أي : كيف يكون له ولد( {[3743]} ) وهو خلق السموات والأرض بمن فيهما وابتدعهما( {[3744]} ) من غير مثال .

والمبدع( {[3745]} ) المخترع للشيء( {[3746]} ) ، وبديع/ : بمعنى مبدع .

ثم قال : ( وَإِذَا قَضَى أَمْراً ) [ 116 ] .

أي : إذا حتم أمراً ، أو أحكم أمراً( {[3747]} ) . ومنه قيل للقاضي : حاكم ، لأن أصل كل قضاء الإحكام له ، والفراغ منه( {[3748]} ) .

قوله : ( فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) [ 116 ] .

زعم [ قوم أن ]( {[3749]} ) هذا مخصوص في إحياء الميت ومسخ الكافر ونحوه لأن الأمر لا يكون إلا لموجود ولا يكون لمعدوم . وهذا قول مرغوب عنه( {[3750]} ) .

ومعنى الآية : أنه تعالى( {[3751]} ) عالم بالأشياء التي ستكون وكانت فقوله لها : " كن " إنما هو قول لموجود( {[3752]} ) في علمه ليخرجه( {[3753]} ) إلى( {[3754]} ) العيان لنا( {[3755]} ) .

وقد قيل : إن المعنى : فإنما يقول من أجله كن . ف " لَهُ " بمعنى من أجله . وهذا أيضاً قول لا يمتنع وهو عام ، لا يقتضي الأمر لموجود ، لأن القول من أجله( {[3756]} ) وقع لا له .

وقال الطبري : " أمره للشيء " يكن " ( {[3757]} ) ، لا يتقدم الموجود ولا يتأخر عن الموجود( {[3758]} ) ، بل هو في حال يكون ذلك ، فلا يكون الشيء مأموراً بالوجود إلا وهو موجود بالأمر . ولا موجود إلا وهو مأمور بالوجود " ( {[3759]} ) .

قال : " ونظير ذلك قيام الأموات من قبورهم لا يتقدم/ دعاء الله عز وجل ولا يتأخر عنه ، وقد قال تعالى : ( ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الاَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ )( {[3760]} ) . فمعنى الآية أن الله مبدع( {[3761]} ) الأشياء ومالكها ، قد ابتدع المسيح صلى الله عليه وسلم وأنشأه إذ( {[3762]} ) أراد خلقه من غير ذكر " ( {[3763]} ) .

والهاء في " له " تعود على الأمر ، و " له " بمعنى من أجله .

وقيل : تعود على القضاء الذي دل عليه " قضى " .

/وقيل تعود على المراد الذي عليه الكلام .


[3740]:- البقرة آية 116.
[3741]:- أقحم المؤلف قوله تعالى: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ) [الأنعام: 102] لتفسير آية البقرة.
[3742]:- الأنعام آية 102.
[3743]:- قوله: "أي كيف يكون له ولد" ساقط من ق.
[3744]:- في ع3: ابتداعهما. وهو تحريف.
[3745]:- في ق: البدع. وهو تحريف.
[3746]:- في ع2: الشيء.
[3747]:- سقط قوله: "أو أحكم أمراً" من ع2، ق، ع3.
[3748]:- انظر: هذا الشرح في مجاز القرآن 1/52، وتفسير القرطبي 2/87، واللسان 3/112.
[3749]:- في ع2: أن قوم. وهو تحريف.
[3750]:- انظر: هذا القول في جامع البيان 2/544-545.
[3751]:- سقط من ع3.
[3752]:- في ع3: للموجود.
[3753]:- في ع2، ع3: فيخرجه.
[3754]:- سقط من ع2.
[3755]:- انظر: هذا التأويل في جامع البيان 2/544.
[3756]:- قوله: "وهذا أيضاً... من أجله" ساقط من ع2، ع3.
[3757]:- في ع1، ع2، ق، ع3: يكن. وهو تصحيف.
[3758]:- في "ق": الوجود.
[3759]:- انظر: جامع البيان 2/547.
[3760]:- الروم آية 24.
[3761]:- في ع2، ع3: مبتدع
[3762]:- في ع1، ع3، ق: إذا.
[3763]:- انظر: جامع البيان 2/547.