قوله : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ )( {[3740]} ) . ( أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ( {[3741]} ) )( {[3742]} ) .
أي : كيف يكون له ولد( {[3743]} ) وهو خلق السموات والأرض بمن فيهما وابتدعهما( {[3744]} ) من غير مثال .
والمبدع( {[3745]} ) المخترع للشيء( {[3746]} ) ، وبديع/ : بمعنى مبدع .
ثم قال : ( وَإِذَا قَضَى أَمْراً ) [ 116 ] .
أي : إذا حتم أمراً ، أو أحكم أمراً( {[3747]} ) . ومنه قيل للقاضي : حاكم ، لأن أصل كل قضاء الإحكام له ، والفراغ منه( {[3748]} ) .
قوله : ( فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) [ 116 ] .
زعم [ قوم أن ]( {[3749]} ) هذا مخصوص في إحياء الميت ومسخ الكافر ونحوه لأن الأمر لا يكون إلا لموجود ولا يكون لمعدوم . وهذا قول مرغوب عنه( {[3750]} ) .
ومعنى الآية : أنه تعالى( {[3751]} ) عالم بالأشياء التي ستكون وكانت فقوله لها : " كن " إنما هو قول لموجود( {[3752]} ) في علمه ليخرجه( {[3753]} ) إلى( {[3754]} ) العيان لنا( {[3755]} ) .
وقد قيل : إن المعنى : فإنما يقول من أجله كن . ف " لَهُ " بمعنى من أجله . وهذا أيضاً قول لا يمتنع وهو عام ، لا يقتضي الأمر لموجود ، لأن القول من أجله( {[3756]} ) وقع لا له .
وقال الطبري : " أمره للشيء " يكن " ( {[3757]} ) ، لا يتقدم الموجود ولا يتأخر عن الموجود( {[3758]} ) ، بل هو في حال يكون ذلك ، فلا يكون الشيء مأموراً بالوجود إلا وهو موجود بالأمر . ولا موجود إلا وهو مأمور بالوجود " ( {[3759]} ) .
قال : " ونظير ذلك قيام الأموات من قبورهم لا يتقدم/ دعاء الله عز وجل ولا يتأخر عنه ، وقد قال تعالى : ( ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الاَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ )( {[3760]} ) . فمعنى الآية أن الله مبدع( {[3761]} ) الأشياء ومالكها ، قد ابتدع المسيح صلى الله عليه وسلم وأنشأه إذ( {[3762]} ) أراد خلقه من غير ذكر " ( {[3763]} ) .
والهاء في " له " تعود على الأمر ، و " له " بمعنى من أجله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.