معاني القرآن للفراء - الفراء  
{۞يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (189)

سئل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن نقصان القمر وزيادته ما هو ؟ فأنزل الله تبارك وتعالى : ذلك لمواقيت حجكم وعمرتكم وحلّ ديونكم وانقضاء عِدَد نسائكم .

وقوله : { وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِها وَلكن الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِها . . . }

وذلك أن أهل الجاهلية - ءالا قريشا ومن ولدته قريش من العرب - كان الرجل منهم إذا أحرم في غير أشهر الحج في بيت مَدَرٍ أو شعَرٍ أو خِباء نقب في بيته نَقْبا مِن مُؤَخَّره فخرج منه ودخل ولم يخرج من الباب ، وإن كان من أهل الأخبِية والفساطِيطِ خرج مِن مُؤَخَّره ودخل منه . فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرِم ورجل محرم يراه ، دخل من باب حائطٍ فاتّبعه ذلك الرجل ، فقال له : تنحّ عنى . قال : ولِم ؟ قال دخلتَ من الباب وأنت مُحْرِم . قال : إني قد رضيت بسنَّتك وهَدْيك . قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم : " إِني أحْمَس " قال : فإذا كنت أحمس فإني أحمس . فوفّق الله الرجل ، فأنزل الله تبارك وتعالى { وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِها وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .