وقوله : { وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ }
فهذا وجه قد قرأتْ به العامَّة . وقرأ أصحاب عبد الله " ولا تَقْتلوهم عِند المسجِد الحرام حتى يَقْتلوكم فيه ، فإن قَتَلوكم فاقتلوهم " والمعنى ها هنا : فإن بدءوكم بالقتل فاقتلوهم . والعرب تقول : قد قُتِل بنو فلان إذا قُتِل منهم الواحد . فعلى هذا قراءة أصحاب عبد الله . وكلّ حسن .
وقوله : { فإنِ انْتَهَوْا } فلم يبدءوكم { فلا عُدْوَانَ } على الذين انتهوا ، إنما العُدْوان على من ظَلَم : على من بدأكم ولم ينته .
فإن قال قائل : أرأيت قوله { فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ على الظَّالمِينَ } أعدوانٌ هو وقد أباحه الله لهم ؟ قلنا : ليس بعُدْوان في المعنى ، إنما هو لفظ على مثل ما سبق قبله ؛ ألا ترى أنه قال : { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } فالعدوان من المشركين في اللفظ ظلم في المعنى ، والعدوان الذي أباحه الله وأمر به المسلمين إنما هو قِصَاص . فلا يكون القصاص ظلما ، وإن كان لفظه واحدا . ومثله قول الله تبارك وتعالى : { وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها } وليست مِن الله على مثل معناها من المسيء ؛ لأنها جزاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.