وقوله : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى . . . }
يقال للغلام يَتم ييتْمَ يُتْما ويَتْما . قال : وحُكِي لي يَتَم يَيْتِم . { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ } ترفع الإخوان على الضمير ( فهم ) ؛ كأنك قلت ( فهم إخوانكم ) ولو نصبته كان صوابا ؛ يريد : فإخوانَكم تخالطون ، ومثله { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانُكم في الدِينِ وموالِيكم } ولو نصبت ههنا على إضمار فعل ( ادعوهم إخوانكم ومواليكم ) . وفي قراءة عبد الله " إِن تغذِّبْهُمْ فعِبادُكَ " وفي قراءتنا " فإنَّهم عبادك " وإنما يُرفع مِن ذا ما كان اسما يحسن فيه " هو " مع المرفوع . فإذا لم يحسن فيه " هو " أجريته على ما قبله ؛ فقلت : إن اشتريت طعاما فجيِّدا ، أي فاشترِ الجَّيد ، وإن لبِست ثيابا فالبياضَ ؛ تنصب لأن " هو " لا يحسن ههنا ، والمعنى في هذين ههنا مخالف للأوّل ؛ ألا ترى أنك تجد القوم إخوانا وإن جُحِدوا ، ولا تجد كلّ ما يُلْبَس بياضا ، ولا كلّ ما يشترى جَيّدا . فإن نويت أن ما ولى شراءه فجيّد رفعت إذا كان الرجل قد عُرِف بجوْدَة الشراء وبلبوس البياض . وكذلك قول الله { فإن خفتم فرِجالا } نصب ؛ لأنه شيء ليس بدائم ، ولا يصلح فيه " هو " ألا ترى أن المعنى : إن خفتم أن تُصَلُّوا قياما فصَلّوا رِجَالا أو ركبانا [ رجالا يعنى : رجَّالة ] فنُصِبا لأنهما حالان للفعل لا يصلحان خبرا .
{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ } المعنى في مثله من الكلام : الله يعلم أيُّهم يُفْسد وأيُّهم يُصلح . فلو وضعت أيّا أو مَنْ مكان الأوّل رفعته ، فقلت : أنا أعلم أيُّهم قام مِن القاعد ، قال [ الفرّاء ] سمعت العرب تقول : ما يعرِف أي مِن أي . وذلك أن ( أي ) و ( مَن ) استفهامان ، والمفسد خبر . ومثله ما أبالى قيامَك أو قعودَك ، ولو جعلت في الكلام استفهاما بطل الفعل عنه فقلت : ما أبالي أقائم أنت أم قاعد . ولو ألقيت الاستفهام اتّصل الفعل بما قبله فانتصب . والاستفهام كله منقطع مما قبله لِخلقة الابتداء به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.