معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِنِ ٱمۡرَأَةٌ خَافَتۡ مِنۢ بَعۡلِهَا نُشُوزًا أَوۡ إِعۡرَاضٗا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يُصۡلِحَا بَيۡنَهُمَا صُلۡحٗاۚ وَٱلصُّلۡحُ خَيۡرٞۗ وَأُحۡضِرَتِ ٱلۡأَنفُسُ ٱلشُّحَّۚ وَإِن تُحۡسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (128)

وقوله : { خَافَتْ مِن بَعْلِها نُشُوزاً . . . }

والنشوز يكون من قِبل المرأة والرجل . والنشوز هاهنا من الرجل لا من المرأة . ونشوزه أن تكون تحته المرأة الكبيرة فيريد أن يتزوج عليها شابّة فيؤثرها في القسمة والجماع . فينبغي له أن يقول للكبيرة : إني أريد أن أتزوّج عليك شابَّة وأوثرها عليك ، فإن هي رضيت صلح ذلك له ، وإن لم ترض فلها من القسمة ما للشابّة .

وقوله : { وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ } إنما عنى به الرجل وامرأته الكبيرة . ضنّ الرجل بنصيبه من الشابة ، وضنّت الكبيرة بنصيبها منه . ثم قال : وإن رضيت بالإمرة .