الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ} (1)

قوله : { نَصْرُ اللَّهِ } : مصدرٌ مضافٌ لفاعلِه ، ومفعولُه محذوفٌ لفَهْمِ المعنى ، أي : نَصْرُ اللَّهِ إياك والمؤمنين . وكذلك مفعولَيْ " الفتح " ومُتَعَلَّقَهُ . والفتح ، أي : فَتْحُ البلادِ عليك وعلى أمتِك . أو المقصود : إذ جاء هذان الفعلان ، مِنْ غير نظرٍ إلى متعلَّقَيْهما كقوله : { أَمَاتَ وَأَحْيَا } [ النجم : 44 ] . و( أل ) في الفتح عِوَضٌ مِنْ الإِضافة ، أي : وفَتْحُه ، عند الكوفيين ، والعائدُ محذوفٌ عند البصريين ، أي : والفتحُ مِنْه ، للدلالةِ على ذلك . والعاملُ في " إذا " : إمَّا " جاء " وهو قولُ مكي ، وإليه نحا الشيخ ونَضَرَه في مواضعَ وقد تقدَّم ذلك كما نَقَلْتُه عن مكيّ وعنه . والثاني : أنه " فَسَبِّحْ " وإليه نحا الزمخشريُّ والحوفيُّ . وقد رَدَّ الشيخُ عليهما : بأنَّ ما بعد فاءِ الجواب لا يعملُ فيما قبلَها . وفيه بحثٌ تقدَّم بعضُه في سورةِ " والضُّحى " .