{ والفتح } قال جار الله : المعنى نصر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) على العرب ، أو على قريش ، وكان فتح مكة لعشر مضين من رمضان سنة ثمان ، ومعه عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وطوائف العرب ، وأقام بها خمسة عشر ليلة ، ثم خرج الى هوازن وغطفان ، روي ذلك في الكشاف . وقال الحاكم : السبب في فتح مكة لما صالح رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قريشاً بالحديبيَّة ، وكان رئيس القوم أبو سفيان بن حرب ، وسهيل بن عمرو ، ودخلت خزاعة في حلف رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، ودخلت بنو بكر في حلف قريش ، وكان بينهما شرّ في الجاهلية حجر عنه الاسلام ، ثم وقعت بين بني بكر وخزاعة فقال : فأعان قريش بنو بكر سراً وأصابوا منهم ، ونقضوا عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، فخرج عمرو بن سالم الى المدينة ودخل على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو في المسجد ، فأخبره بخبرهم ، وأنشد الأبيات التي منها :
لاهم إني ناشدٌ محمدا *** حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إن قريشاً أخلفوك الموعدا *** ونقضوا ميثاقك المؤكدا
*** فيها وقتلونا ركعاً وسّجداً ***
وخرج بديل بن وَرقاء فأخبر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بما أصيب منهم ، فوعده رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) النصر ، وعلمت قريش بالنقض وندموا وبعثوا أبا سفيان إلى المدينة ليؤكدوا العهد ، فدخل على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) والتمس منه ذلك فلم يجبه ، فجاء الى أبي بكر وعمر ليسألان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فلم يجيباه ، وأتى علياً وسأله أن يكلم رسول الله فأبى ، فقال : يا أبا الحسن فأشر علي ، فقال : ما أعلم شيئاً ، ولكنك سيّد بني كنانة ، فقم فأخبر بين الناس أن العهد ثابت ، ففعل ورجع الى مكة ، فأخبرهم بالقصة ، فقالوا له : لعب بك علي بن أبي طالب ، وأمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالجهاد لحرب مكة ، وجهز الناس ، ودعا الله تعالى فعميت عليهم الأنباء ، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إليهم بالإنذار ، وجاء الوحي إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فبعث علياً والزبير وردّوا الكتاب ، وخرج في شهر رمضان قاصداً مكة في سنة ثمان في عشرة آلاف ، وخرج في تلك الليلة أبو سفيان وبديل بن ورقاء والحكم بن حزام يتجسسون الأخبار ، وخرج العباس على بغلة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فلقيهم بالإدراك ، فجاء بأبي سفيان في قصة طويلة ، وأسلم بعد ما خوّف بالقتل ، ودخل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مكة ، وكان الفتح ، وأجمع أهل البيت والفقهاء أنّ مكة فتحت عنوة إلاّ الشافعي ، فإنه قال : فتحت صلحاً ، ففي فتح مكة نزل { إذا جاء نصر الله والفتح } ، ولما ظفر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بهم قالت العرب : اذا ظفر محمد بأهل الحرم ، وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل ، فليست لكم منه يدٌ ، فكانوا يدخلون في دين الله أفواجاً ، " وحين دخلها وقف على باب الكعبة ، وقال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " ، ثم قال : " يا أهل مكة ، ما ترون أني فاعل بكم ؟ " قالوا : خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : " فاذهبوا فأنتم الطلقاء " ، فأعتقهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وقد كان الله أمكنه من رقابهم عنوة فيئاً ، فلذلك سمي أهل مكة الطلقاء ، ثم بايعوه على الإسلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.