قوله تعالى : { الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ } : فيه ستة أوجه ، أحدها : أنه مبتدأ ، وخبره قوله : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ } . وقال مكيّ هنا : " وخبرُه { مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ } " . وهذا غلطٌ لأنَ هذا ليس بمفيد البتة ، بل " مِنْ بعد " متعلِّقٌ باستجابوا . والثاني : خبر مبتدأ مضمر أي : هم الذين . والثالث : أنه منصوبٌ بإضمار " أعني " . وهذان الوجهان يَشْملُهما قولُك " القطع " . الرابع : أنه بدل من " المؤمنين " . الخامس : أنه بدل من " الذين لم يلحقوا " قاله مكي . السادس : أنه بدلٌ من " المؤمنين " . ويجوز فيه وجهٌ سابع : وهو أن يكون نعتاً لقوله : " الذين لم يلحقوا " قياساً على جَعْلِه بدلاً منهم عند مكي . و " ما " في " بعدما أصابَهم " مصدريةٌ ، و " للذين أحسنوا " خبرٌ مقدم .
و " منهم " فيه وجهان ، أحدُهما : أنه حالٌ من الضمير في " أحسنوا " وعلى هذا ف " مِنْ " تكون تبعيضيةً . والثاني : أنها لبيان الجنس . قال الزمخشري : " مثلُها في قوله : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم } [ الفتح : 29 ] لأنَّ الذين استجابوا قد أحسنوا كلُّهم واتقوا لا بعضُهم " . و " أجرٌ " مبتدأ مؤخر ، والجملة من هذا المبتدأ وخبره : إمَّا مستأنفة أو حالٌ إن لم نُعْرِبْ الذين استجابوا مبتدأ ، وإمَّا خبرٌ إنْ أعربناه مبتدأ كما تقدَّم تقريره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.