فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ} (172)

( الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا اجر عظيم ) صفة للمؤمنين أو بدل منهم أو من الذين لم يلحقوا بهم او هو مبتدأ خبره للذين أحسنوا منهم بجملته أو منصوب على المدح ، وقد تقدم تفسير القرح ، قال سعيد ابن جبير القرح الجراحات{[387]} .

أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة في هذه الآية أنها قالت لعروة بن الزبير يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم احد وانصرف عنه المشركون خاف ان يرجعوا فقال من يرجع في أثرهم فانتدب منهم سبعون فيهم أبو بكر والزبير ، والروايات في هذا الباب كثيرة قد اشتملت عليها كتب الحديث والتفسير .


[387]:جاء في "الدر المنثور"ج 2/101. وأخرج النسائي، وابن أبي حاتم، والطبراني بسند صحيح من طريق عكرمة عن ابن عباس، قال:لما رجع المشركون عن أحد، قالوا:لا محمدا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، بئسما صنعتم، ارجعوا، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فندب المسلمون.فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد، أو بئر أبي عنبة –شك سفيان- فقال المشركون:نرجع قابل، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تعد غزوة، فأنزل الله (الذين استجابوا لله والرسول) الآية. وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم: موعدكم موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة، فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا، فأنزل الله تعالى (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل) الآية.