الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ} (11)

قوله : { مَا كَذَبَ } : قرأ هشامٌ بتشديدِ الدال . والباقون بتخفيفها . فأمَّا [ القراءةُ ] الأولى فإنَّ معناها أنَّ ما رآه محمدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم بعينِه صَدَّقه قلبُه ، ولم يُنْكِرْه أي : لم يَقُلْ له : لم أَعْرِفْك و " ما " مفعولٌ به موصولةٌ ، والعائدُ محذوفٌ . ففاعِلُ " رأى " ضميرٌ يعودُ على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم . وأمَّا قراءةُ التخفيفِ فقيل فيها كذلك . و " كذَبَ " يتعدى بنفسِه . وقيل : هو على إسقاطِ الخافضِ : أي : فيما رآه ، قاله مكي وغيرُه . وجوَّز في " ما " وجهين ، أحدُهما : أَنْ يكونَ بمعنى الذي . والثاني : أَنْ تكونَ مصدريةً ، ويجوزُ أَنْ يكونَ فاعلُ " رأى " ضميراً يعودُ على الفؤادِ أي : لم يَشُكَّ قلبُه فيما رآه بعينِه .